الطريق المستقيم لا يصنع سائقاً ماهراً

ولد باولو كويلو في ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 1947، تمنى في مراهقته أن يغدو كاتباً, إلا أن والديه كان لها رأي آخر، وفي السادسة عشر من عمره, أدت إنطوائية كويلو ومقاومته لسلوك الطرق التقليدية في الحياة بوالديه إلى أن يرسلاه إلى مؤسسة عقلية, وهو ما دفعه إلى الهرب منها ثلاث مرات قبل أن يُطلق سراحه منها نهائيا في العشرين من عمره!
ونزولاً عند رغبات والديه؛ التحق كويلو بمدرسة القانون وهجر حلمه القديم في أن يصبح كاتباً، وبعد عام واحد؛ ترك المدرسة وعاش حياته بوهيمياً مرتحلاً إلى أماكن عديدة شملت أمريكا الجنوبية, شمال أفريقيا, المكسيك, أوروبا, وبدأ في تعاطي المخدرات في ستينيات القرن العشرين.
ولدى عودته للبرازيل عمل مؤلفاً للأغاني لبعض المطربين, وتم اعتقاله في 1974 بتهمة «أعمال تخريبية» إبّان الحكم العسكري السائد حينئذ, والذي اعتبر مؤلفات كويلو الغنائية بمثابة «يسارية» خطرة، عمل كويلو أيضا كممثل وصحفي ومخرج مسرحي قبل أن يتجه كليةً إلى حرفة الكتابة.
في 1982م، أصدر كويلو أول كتاب له بعنوان «أرشيف الجحيم»، وفي 1986, ارتحل إلى مدينة القديس «سانتياجو كومبيستلا» في شمال غربي أسبانيا وكانت هذه الرحلة نقطة تحول رئيسية في حياته؛ فلقد أفرزت رواية «الحج» في نفس العام والمعروفة تجارياً بـ«حاج كومبيستلا».
في العام التالي كتب كويلو رائعته «الخيميائي» ونشرها من خلال دار نشر متواضعة، لم يتحمس صاحب دار النشر إلى الرواية حتى أنه قرر ألا تزيد عدد نسخ الطبعة الأولى عن 900 نسخة! ولكن الرواية حققت انتشاراً كبيراً، وتم إعادة طباعة أكثر من 65 مليون نسخة لها, حتى غدت من أعلى الكتب في التاريخ تحقيقا لأعلى نسبة مبيعات, وتم ترجمتها إلى 71 لغة, وهو ما حدا بها إلى أن تدخل موسوعة جينيس لأكثر رواية مترجمة لمؤلف على قيد الحياة!
نشر كويلو حتى الآن 30 كتابا, وبيعت أكثر من 150 مليون نسخة من كتبه لأكثر من 150 دولة حول العالم، وتم ترجمة كتبه إلى 71 لغة، ويبدو أن مقولته الشهيرة «الطريق المستقيم لا يصنع سائقاً ماهراً» تمثل شخصيته وحياته.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA