وكم للهِ من لُطفٍ خَفي

 

 

أحياناً تحدث معك أمور تعجز عن فهم سببها في بداية الأمر وتتساءل: لماذا حدثت معي وما هو الخير وراءها؟ وتحتار هل هو ابتلاء لمحبة الله لك أم عقاب منه، خوف وضيق، وتخرج أمامنا جملة لماذا أنا؟

لتلوح لك الأقدار بحوادث تجعل من الذي أهمك في الماضي يسرك في الحاضر، وقد يخيب ظنك أفضل صديق كان بالنسبة لك لتبث شكواك لغريب يسندك ويصبح هو أفضل صديق «عوض جميل».

وقد يرفض والداك ذهابك في رحلة فتنجو من حادث كان من الممكن أن ينهي حياتك «عوض جميل».

وقد يفسد زواجك ليأتيك شاب آخر ويحكيك قصته التي عشت مثلها فتلبس ثوب النصيحة وأجرها «عوض جميل».

وربما تخوض حياة مليئة بالصعوبات ليهيئك الله لتكون سنداً للناس «عوض جميل».

وقد يبتليك الله بمرضك أو بمرض أحد أبنائك ليطهرك من ذنوب لن تتحمل وزرها في الآخرة ويجزيك على ذلك حباً منه وطهارة وثواباً «عوض جميل».

وما هذا العوض الجميل إلا من ألطاف الله الخفية، وتعجز بصيرتنا الضيقة على استيعابها، وكم لله من لطف خفي!

 

عبدالله بن محمد الشمراني

مكتبة الملك سلمان المركزية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA