فائدة لغوية

الأمثال في الموروث الأدبي

الأمثال انعكاس للنفس الإنسانية، بمحاسنها ومساوئها، تنتقل مشافهةً على ألسنة العامة من جيل لآخر. والمثل مثل النادرة، صيغة شعبية مُوغلة في القِصَر، وعبارة مركزة.
تتعدد مجالات ومصادر الأمثال لتتجاوز المرويات أو الصيغ المَثلية بالمعنى الأدبي أو الشعبي الدقيق إلى مصادر أكبر وأغزر مادة ومجالاً، ولهذا اهتم الدارسون بها، ونالت الأمثال المُولَّدة والعامية والكناية عناية خاصة من علماء القرن الرابع الهجري.
ويُعرّف الأديب أبو حيّان التوحيدي بلاغة المثل بقوله في كتابه “الإمتاع والمُؤانسة”: “اللفظ مقتضباً، والحرف محتملاً، محفوظة، والمرمى لطيفاً، والتلويح كافياً والإشارة مغنية، والعبارة سائرة”.
وقد ورد المثل والأمثال والمثلات في آيات بينات في القرآن الكريم، لتشير إلى أنّه سبحانه وتعالى يضرب للناس الأمثال لعلهم يتذكرون ويأخذون العِظة والعبرة منها.
واهتم العديد من المُصنفين في الحضارة العربية الإسلامية بالأمثال، فأفردوا لها بعضاً من مُؤلفاتهم، وهناك ثلة من الذين أولوا هذا الضرب من التراث الشعبي جلّ اهتمامهم وكتبوا فيه.
ومن أشهر كتب الأمثال: مجمع الأمثال للميداني، جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري، الأمثال والتشبيهات للثعالبي، و‏المستقصى في الأمثال للزمخشري، كما وزع عدد من المُصنفين العرب في كتبهم الموسوعية الأمثال وحكاياتها كما عند أبي حيّان التوحيدي، والخوارزمي، وابن عبد ربه، وابن قتيبة، والجاحظ وغيرهم.
ومن المؤلفات الحديثة: ”الأمثال الشعبية في قلب الجزيرة العربية” لعبدالكريم الجهيمان، و”الأمثال الشعبية البحرينية” لأحمد الضبيب، و”الأمثال والألغاز الشعبية في الإمارات” لراشد عبيد بن صندل، و”الأمثال الدارجة في الكويت” لعبدالله آل نوري، و”معجم الأمثال العربية القديمة” لعفيف عبد الرحمن، و“أمثال العوام في مصر والسودان والشام” لمحمد إبراهيم أبو سليم، و”المثل الشعبي العربي الفلسطيني” لخليل إبراهيم حسونة،  و”الأمثال والمثل والتمثّل والمثلات في القرآن الكريم” لسميح عاطف الزين، و”الأمثال في القرآن الكريم” لمحمد جابر الفياض، و”فنون النثر في الأدب العباسي” لمحمود عبد الرحيم صالح، و”أشكال التعبير في الأدب الشعبي” لنبيلة صالح، ولأميل بديع يعقوب “الأمثال الشعبية اللبنانية”، ولحبيب يوسف مغنية “مُعجم الأمثال الشعبية الليبية”، ولعبد الرحمن التكريتي “جمهرة الأمثال البغدادية”، ولجُمانة طه “موسوعة الأمثال الشعبية العربية”، ولمازن محمّد الشوا “موسوعة الأمثال الشعبية الفلسطينية”.
ومن الأمثال الواردة في كتاب “الأمثال والألغاز الشعبيّة في دولة الإمارات” لراشد عبيد بن صندل: “ادهن السير ييري، واشتر وبيع عن اسمك يضيع، وإن سرت ما دورت وإن جيت ما شاورت، والحر بالبيضة يصر، والسّاحة فضّاحة، والطيب عايا بالطبيب”.
فضلاً عن الدراسات التي كتبت عن الأمثال العربية في الدوريات العربية المتخصصة مثل: “الإبداع الشعبي” لعبد الحميد يونس، و”الأمثال الشعبية في التراث العربي دراسة في مناهج التصنيف” لمحمد رجب النجار، و”الأم في الشعر والأمثال العربية” لمحمّد رجب السامرّائي، و”دلالات أنثروبولوجية لبعض عناصر التراث العربي” لمحمد عبده محجوب، و”الأمثال والتشبيهات للثعالبي” لجليل العطية.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA