مسيرة بناء وتطور

عام جديد يضاف إلى تاريخ هذا الوطن المجيد، وذكرى جديدة لتوحيد هذا الكيان العظيم، الذي أسس بنيانه المغفور له – بإذن الله – الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه، وقاد مسيرة التوحيد بكل تفان وإخلاص حتى تحقق ما كان يطمح له من بناء دولة قوية موحدة عمادها الإسلام ومنهجها القرآن، ولتصبح دولة عصرية حافلة بالإنجازات والخير والسلام.

إن الأمن والرخاء والرفاهية التي تعيشها بلادنا في العصر الحاضر هي نتاج جهود متواصلة بدأها المؤسس، وبعد وفاته رحمه الله، أخذ أبناؤه ملوك المملكة زمام الحكم ومسؤولياته مكملين مسيرة البناء والتطور لهذه الدولة الفتية في مختلف المجالات وخصوصاً في مجال الصحة والتعليم الطبي والبحث العلمي. 

تعد كلية الطب في جامعة الملك سعود من شواهد الإنجازات، وبحكم تاريخها العريق وصدارتها في مجال التعليم والتدريب الطبي كأول كلية متخصصة على مستوى المملكة خرَّجت أول دفعة عام 1396هـ، فكانت سابقة ساهمت في دفع عجلة التطور في مجال الخدمات الطبية المتخصصة، كما أنها خرَّجت معظم القيادات والكفاءات الصحية الوطنية التي تعمل باستمرار على تطوير البرامج والخدمات الصحية والتدريبية والبحثية على مستوى المملكة.

تتمثل قيم كلية الطب بتحفيز جانب الابتكار والإبداع لدى طلابها والعمل على دعم التعليم المستمر وغرس العمل الجماعي بينهم، والأخذ بزمام المسؤولية والمصداقية التي ستجعلهم بإذن الله أطباء يحملون مهمة عظيمة ورسالة سامية.

وهذا الإنجاز يأتي بفضل من الله ثم بسواعد أبناء هذه البلاد التي لم تأل قيادتها الحكيمة جهداً في دعمها والاستثمار فيها، ولم يكن ذلك ليتحقق إلا بفضل من الله ثم بجهود ولاة أمر هذه البلاد في تحقيق الاستقرار والرخاء.

واستشعاراً من قيادة هذه البلاد المباركة بأهمية الإنسان، وفي ظل ما يعيشه العالم اليوم من انتشار جائحة كورونا، فقد بذلت المملكة جهوداً جبارة وباحترافية عالية، وقدمت الدعم اللامحدود للقطاع الصحي من منطلق حرصها على مواطنيها وسلامتهم.

وبهذه المناسبة التي تمتزج فيها مشاعر الفرح والعز والافتخار، نسأل المولى عز وجل أن يديم مجد الوطن وعز قيادته ورخاء مواطنيه، وأن ينصر جنودنا البواسل حماة الوطن ليظل الوطن شامخاً فوق قمم المجد.

أ. د. خالد بن علي فوده

عميد كلية الطب