ملحمة التوحيد وطموح لعنان السماء

 

 

شهد يوم السابع عشر من شهر جمادى الأولى من عام 1351هـ الموافق للتاسع عشر من شهر أيلول/ سبتمبر من عام 1932م، صدور أمر ملكي يدعو إلى توحيد البلاد وتسميتها بالمملكة العربية السعودية، ومتخذة أحكام الشريعة الإسلامية دستوراً لها.

يعتبر اليوم الوطني عيداً نحتفل به وعطلة رسمية، حيث تحقق في هذا اليوم روح الانتماء لوطن واحد، وإظهار الولاء للقيادة الرشيدة، والتي سعت مبكراً وبذلت جهوداً جبارة قبل هذا التاريخ، وذلك لتحقيق الانتماء والولاء لوطن واحد.

وهنا نذكر على سبيل المثال «مشروع الهجر» الذي أطلقه الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ في عام 1911م، وذلك بغرض توطين البدو الرحل في هذه الصحاري القاحلة، إلى هجر صغيرة يتوافر بها الأمن، وآبار المياه ومرافق تعليمية وصحية وزراعية.

هذه المبادرات الأولى الرائدة أثمرت مجتمعات متجانسة، وانجبت عقولاً في شتى المجالات كالهندسة، والطب، والعلوم، والرياضيات، والفنون، وتقنية المعلومات، وعلوم أخرى عديدة.

إن هذا الانجاز المشهود على كافة الأصعدة، تحقق على أيدي ولاة حملوا على أكتافهم هموم الوطن والمواطن وسعوا جاهدين لتلبية حاجاته، وتوفير البيئة الآمنة والمناسبة لكي يقوم هذا المواطن بدوره في بناء وإنماء الوطن.

ولعل خير مثال لحرص القيادة الرشيدة على المواطن، ما شهدناه ونشهده اليوم من كيفية التعامل بمهنية عالية مع وباء «كوفيد – 19» ووضوح حرص القيادة على المواطن حيث اعتبر أولوية على ما عداه رغم التكلفة الباهظة لذلك، وشهد المجتمع الدولي لنجاح قيادتنا في التعامل مع الوباء.

تشهد جميع مناطق المملكة العربية السعودية في هذا اليوم احتفالاً رسمياً، حيث تقوم الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الأخرى بتنظيم معارض فنية وأنشطة مدرسية وندوات وجلسات علمية، وجميعها تهدف إلى توعية المجتمع والأجيال الجديدة الصاعدة بملحمة التوحيد التي قادها الملك عبدالعزيز، غفر الله له.

وأعتقد أن لهذه الأنشطة التوعوية والاهتمام بالفنون ضرورة قصوى في الآونة الحالية، نظرا لما يحيط بمملكتنا «مملكة الإنسانية» من اضطرابات وتقلبات سياسية تفرض علينا التوحد والاصطفاف مع وُلاتنا كي نبطل تلك الشرور المحيطة بنا، وذلك من خلال الفنون وما تحمله من دلالات تعبيرية تنقل فكرة التوحيد بشكل شيق وسلس.

وتشهد المملكة على أيدي أبناء الملك المؤسس إكمال المسيرة، فبعد «التوحيد» سعوا إلى «النهوض التنموي الشامل» وذلك بمواكبة العصر الحالي بما لديهم من قوة واستشعار المستقبل بخطة ورؤية طموحة ورائدة، «الرؤية الوطنية 2030 بمحاور أساسية» مجمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، ويؤكد فيها على التنمية المستدامة، لاسيما وأن أبناء الوطن تلقوا العلم في أفضل الجامعات داخليا وخارجيا، وقادرون بحول الله على تحقيق هذه التنمية بكل كفاءة.

 

د. محمد بن عبدالرحمن النملة

كلية التربية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA