الأرض تطبخ على نار هادئة

 

 

شهدت الأرض مرحلتين حراريتين مثل الكواكب جميعها في نظامنا الشمسي، وقد حدثت المرحلة الأولى خلال تشكل الأرض واستمرت 50 مليون سنة تقريباً، وتعد مدة قصيرة نسبيًا من منظور جيولوجي، وكانت تنطوي على تزايد سريع في درجة الحرارة الداخلية. أما المرحلة الثانية فهي عملية بطيئة جدًا من التبريد واستمرت طيلة 4.5  مليارات سنة المتبقية من تاريخ الأرض.

وقد أسهمت العديد من العوامل في التزايد المبكر لدرجة حرارة الأرض، فقد تشكلت الأرض عبر عملية عنيفة جدًا تنطوي على أعداد لا تحصى من اصطدامات الكويكبات خلال ولادة نظامنا الشمسي، وتحولت الطاقة الحركية للحركة عند كل اصطدام إلى طاقة حرارية، وبينما كانت الأرض المبكرة تنمو من حيث الحجم فقد كانت حرارتها تتزايد بسرعة.

وكان كوكبنا في بدايته يحتوي على العديد من النظائر المشعة ذوات عمر النصف القصير  كالألمنيوم -26 والكالسيوم – 41، وبينما كانت هذه النظائر تتحلل إلى أشكال مستقرة فقد كانت تطلق مقدارًا كبيرًا من الطاقة التي تسمى الحرارة الإشعاعية المنشأ.

أما الحدث المهم الآخر الذي عمل على تسخين كوكبنا فهو اصطدام جرم سماوي بحجم المريخ مع الأرض مما أدى إلى تشكل القمر وكان اللب بأكمله في ذلك الوقت ومعظم – إذا لم يكن جميع – الوشاح بحالة مصهورة.

ومع ذلك فلو كان مصدر الأرض الوحيد للحرارة هو من بداية تشكلها المبكر وتحلل النظائر المشعة القصيرة المدى لبرد كوكبنا على شكل رماد متجمد منذ زمن طويل، إلا أن كل من الوشاح والقشرة احتوى على نظائر مشعة طويلة الأجل تبقي كوكبنا في حالة طبخ على نار هادئة.

خالد محمد الشاووش 

جيولوجيا

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA