«مرحبا بك في الجامعة» ... هذه أحلى جملة يحلم بها الطالب والطالبة، أن يصبح عضوا في الجامعة، وينتمي إلى هذه المؤسسة العريقة، التي طالما انتمى إليها قادة البشرية، وعلمائها، ورموزها، ومثقفيها، ونجومها... إنها الجامعة التي صنعت التاريخ، وغيرت الحضارات، وأدت إلى ربط الشعوب.. الجامعة بيت السلام وصانعة السلام ومأوى الثقافة. فمرحبا بك في هذا الصرح الشامخ.
وأنت تتنقل بين ردهاتها وفصولها وموادها وبين المنتمين إليها من طلبة وأكاديميين وفنيين وإداريين، أحرص أن تستفيد الفائدة القصوى من مرحلة ومن مكان لن تتوفر لك فرصة مثلها... هنا تبني علاقاتك الاجتماعية للمستقبل، وهنا تبني مهاراتك، وهنا تبني معارفك وعلومك، وهنا تبني الأنماط الحياتية العديدة.
لو سألت الطلبة الخريجين، أو الأكاديميين: ماذا تتمنون لو عاد بكم الزمن إلى الحياة الجامعية؟ فستستمع إلى العديد من الإجابات التي يمكنك الآن تحقيقها! بل تستطيع أن تتجاوزهم، وتكون ذلك الشخص الذي حقق أفضل ما يمكنه فعله في حياته الجامعية...
هل تعتقد أن الجامعة مجرد معرفة؟! لا. بل هي حياة متكاملة؛ لذلك بقدر ما تهتم بتطوير معارفك العلمية والثقافية، واكتساب العلوم التخصصية التي التحقت من أجلها، عليك أيضا أن تطور مهاراتك التي ستساعدك على ما بعد المرحلة الجامعية، وتوفر الجامعات للطلبة فرصا لاكتساب الخبرات من خلال تخصصاتهم المختلفة.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فالجامعة أسرة اجتماعية وأكاديمية، تُمثل حلقة الوصل بين أسرتك التي كنت فيها (والدك وإخوتك)، وبين مجتمعك الذي أنت جزء منه.. في الجامعة تتوسع علاقاتك، وتبنيها على مستوى الطلبة أو الأساتذة، أو الشخصيات المجتمعية التي يمكنك التواصل معها والارتباط بها من خلال الجامعة؛ لذلك من المهم أن تشارك في الأنشطة والفعاليات المختلفة، وأن تكون عضوا فعالا في الجمعيات الطلابية ذات الصلة بتخصصك.
ثمة الكثير من النصائح التي يمكن تقديمها للطلبة الجامعيين، الذين هم في سنواتهم الجامعية الأولى؛ ويمتلئون بالكثير من الحماس والتطلع والرغبة في تحقيق أقصى فائدة، معرفيا ومهاراتيا واجتماعيا، وتعميق الولاء والانتماء للأسرة الجامعية، التي انضم إليها حديثا، ويريد أن يثبت أهليته واستحقاقه لهذا الانتساب الذي سيفخر به مستقبلا.
د عادل عبد القادر المكينزي
قسم الإعلام
إضافة تعليق جديد