«هي لنا جامعة أولى..»

 

نحتفي بيوم التوحيد والتمكين»92 « لهذه البلاد وقادتها وشعبها، الذي تحقق على يد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز -رحمه الله-  وأبنائه الملوك من بعده الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله، رحمهم الله جميعا. وفي هذا العهد الزاهر الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله وبارك جهوده- ومهندس الرؤية وراعيها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يشهد قطاع التعليم تحولات نوعيةً نأمل أن نقطف ثمارها عزًا وتمكينًا لمواردنا البشرية، التي هي الحجر الأساس الذي طالما أكد عليه القادة في كل محفل، فهذه الموارد هدف التنمية وأداتها، ومن آخر هذه النقلات النوعية الموافقة الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على تحويل جامعة الملك سعود للهيئة الملكية لمدينة الرياض، وعلى النظام الأساسي لجامعة الملك سعود. إن هذه النقلة المباركة تأتي ضمن سلسلة من الخطوات الفريدة التي ستمكّن الجامعة -بإذن الله- من تحقيق طموح ولي العهد -حفظه الله ورعاه- بجعلها تتبوأ مكانها في صدارة الجامعات العالمية العشر بإذن الله. وبكل تأكيد فإن تحويل تابعية الجامعة للهيئة الملكية للرياض لايُقصد منه جني الأرباح التجارية ولا قيادتها بهذا المفهوم؛ غير أنه وسيلة فعالة ومباشرة لإضفاء المزيد من المرونة والدعم لأداء رسالتها في البحث العلمي الرصين، وتوفير التعليم الكفء، والتعميق الأمثل لخدمة المجتمع عبر حوكمة فعالة لأعمالها في تلك الجوانب، وفق خطة عمل تتوفر فيها عناصر الشفافية والمسؤولية والمساءلة. 

أدعو في يوم التمكين»92» المبارك وشعاره (هي لنا دار)، أن تقرن الجامعة هذا الشعار بشعار آخر تعلنه وتلتزم به وهو شعار «هي لنا جامعة أولى»، فلا يأتي الاحتفاء بيومنا الوطني «108» إلا والجامعة تهدي الوطن خبر تتويج الجامعة مكانتها اللائقة بها في صدارة الجامعات العالمية المرموقة. نحتفي في ذلك اليوم بها جامعةً حافظت على مكتسباتها التاريخية التي حفرت مكانتها في منظومة الجامعات المحلية والإقليمية والدولية، وانطلقت بسم الله مجراها ومرساها؛ لتكون نبراسًا لكل جامعاتنا المحلية والعربية في جميع تخصصاتها التي استثمرت فيها الأموال والعقول، وأضافت إليها برامج مستقبلية تدعم الابتكار والتقدم، وفتحت ذراعيها للكفاءات من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والباحثين من كل فج عميق؛ لنقل وتفعيل الإرث الحضاري والثقافي والعلمي لدولة عزيزة ومحورية في محيطيها العربي والإسلامي، وعلى المستوى الدولي، قادها ويقودها قادة لم يهابوا الصعاب في الزمن الصعب، والتاريخ خير شاهد. ومن نافلة القول أن اختزال هذا التحول النوعي في إعادة هيكلة برامج الجامعة القائمة إلى برامج محدودة تنظر إلى سوق العمل المحلي فقط نظرةً ربما تُفقد هذا التحول النوعي هدفه الأسمى، فالجامعة أراد لها مهندس الرؤية وراعيها أن تكون جامعةً عالميةً في أدائها وفي مستهدفاتها، وهو تحدٍّ -لعمري- كبير. أسأل الله عز وجل أن يوفق القائمين على تفعيله باقتدار، وأحسبهم بإذن الله قادرين عليه، وكلي ثقة بالله أننا جميعًا سنحصد ثمرة هذا التحول النوعي قريبًا بإذن الله.

 

د. مفلح بن علي الشغيثري 

المدير التنفيذي لدار جامعة الملك سعود للنشر

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA