سعت المملكة في خطط تنميتها الاقتصادية المتعاقبة إلى التركيز على تنوع مصادر دخلها وتنوع استثماراتها، حيث نصت خطط التنمية على أهمية تنويع القاعدة الاستثمارية؛ وذلك بهدف التقليل من التأثيرات السلبية للأزمات الخارجية المحتملة، نتيجة اعتماد النمو على قطاع واحد. كما تبنت رؤية السعودية 2030 في برنامج التوازن والتحول المالي توجيهَ الدفة لتكون للقطاعات المختلفة استقلاليتها، وهذا يتطلب تنمية إيراداتها الذاتية، وتنويع استثماراتها؛ لتحقيق الاستدامة المالية.
وكانت -ولا زالت- جامعة الملك سعود من أوائل الجامعات التي رسمت خطتها الإستراتيجية، وقامت بتحديثها وموائمتها مع رؤية السعودية 2030 ومع متطلبات سوق العمل، وسعت لدعمِ أوجهِ الاستثمار، وتحقيقِ الاستدامةِ المالية، والاستثمارِ الأمثلِ للفرصِ والإمكانات. ومن هنا كانت الركيزة الخامسة في خطتها الاستراتيجية المحدثة هي: تنمية الإيرادات وتنوع الاستثمارات.
وقد تضمنت الركيزة هدفين رئيسيين:
ـ أولهما: تنمية الإيرادات الذاتية، ويتبعه هدفان فرعيان، هما: تنظيم إدارة الإيرادات الذاتية، وتنويع الإيرادات الذاتية.
ـ وثانيهما: تنويع الاستثمار ونمو الأصول، ويتبعه هدفان فرعيان، هما: تطوير نظام الاستثمار في الجامعة، وتنمية الأصول في الجامعة.
وحتى تعمل الجامعة على قياس مدى تقدمها في هذين الهدفين فقط وضعت مؤشرات قياس لمستوى أداء تحقيق الأهداف وهي: نسبة الإيرادات الذاتية من الخدمات المختلفة إلى إجمالي دخل الجامعة، ونسبة التبرعات والمنح إلى إجمالي إيرادات الجامعة والعائد على الاستثمار، ونسبة النمو في الأصول.
ولتحقيق المؤشرات وضعت خطةً لعدد من المبادرات، وهي: بناء نظام لإدارة الموارد الذاتية، وتسويق خدمات الجامعة محلياً ودولياً، وبناء جسور التواصل مع المانحين والمتبرعين، وتعزيز الإيرادات الذاتية في كل من الخدمات التعليمية والعلمية، والخدمات البحثية، والخدمات الصحية، والخدمات الاستشارية، وتفعيل نظام لإدارة الاستثمار، و تنويع مجالات الاستثمار، وتسويق مرافق الجامعة وأصولها للاستثمار.
ويسعى مكتب تحقيق الرؤية -المتمثل بالمكتب التنفيذي للخطة الاستراتيجية- إلى متابعة تنفيذ المبادرات مع وكالة الجامعة، وأوقاف الجامعة ، والإدارة العامة للعلاقات والإعلام ، ومعهد الملك عبدالله للدراسات والبحوث الاستشارية، وكذلك وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، والمدينة الطبية الجامعية ؛ لتنفيذها ورصد مؤشرات الأداء الرئيسة بصفة مستمرة، إيمانا منه بأن التنفيذ الفعال للمبادرات يساهم بلا شك في ردم الفجوة بين الطموح والأداء.
موسى بن محمد قشيش
مكتب تحقيق الرؤية
إضافة تعليق جديد