هل نحن مستعدون لـ(الميتافيرس)؟!

 

نحن على أعتاب مرحلة ثالثة من العالم الافتراضي، مرحلة تُغير كل أنماط الحياة، وتنقل البشر إلى عالم موازٍ للعالم المادي، مرحلة دفعت كبرى الدول والشركات إلى إعادة تخطيط استراتيجياتها وأهدافها التنموية لمواكبة هذا التطور التكنولوجي.

فالسباق يتزايد بشكل مذهل نحو التواجد والاستثمار في فضاء (الميتافيرس) الافتراضي، شركة (فيسبوك) تغير اسمها إلى ميتا، (ماكدونالدز) الأمريكية تنشئ مطاعم افتراضية في (الميتافيرس)، دولة الإمارات العربية المتحدة تطلق استراتيجية دبي لـ (الميتافيرس) وتفتتح مقرًا جديدًا لوزارة الاقتصاد في عالم (الميتافيرس) وغيرها كثير. فما هو (الميتافيرس)؟  

إن فكرة (الميتافيرس) ظهرت من خلال رواية (ترونيمز) للكاتب (فينور فينجي) في العام 1981م، التي يصور فيها المؤلف بشكل إبداعي العالم الافتراضي الذي يمكن الوصول إليه من خلال الواجهة الحاسوبية القائمة على العقل البشري، ومن ثم ظهر مفهوم (الميتافيرس) بشكل رسمي من خلال رواية (تحطم الثلج) لـ(نيل ستيفنسون) في العام 1992م، التي تصف التفاعل بين الأشخاص من خلال (الأفاتار Avatar) في العالم الالكتروني الذي يوازي العالم الواقعي، ويطلق على العالم الافتراضي (الميتافيرس)، فهو مجال الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد الذي يتفاعل فيه الأشخاص مع الآخرين من خلال التمثيلات الرقمية المعروفة باسم الأفاتار.

وتوصلت الدراسات الحديثة إلى أن تقنية (الميتافيرس) تتميز بالعديد من الإيجابيات، فهي تتسم بالفورية والسرعة وبالتالي فإن إنجاز الأعمال يتم بشكل أفضل، بجانب أنها تسهم في تطوير التعليم، وكذلك تحقيق عوائد استثمارية ضخمة.

وجدير بالذكر أن بيع الأراضي الافتراضية من أهم المشروعات في (الميتافيرس) وربما أكثر من العالم المادي؛ لأنها تعد بمثابة إذن الدخول لـ(الميتافيرس)، حيث إن من يمتلك أرضاً افتراضية يستطيع الاستثمار إما بالمتاجرة فيها ببيعها، أو تأجيرها، أو استخدامها في تنظيم العروض والحفلات، أو إقامة المعارض والمتاجر الافتراضية.

أخيرا لم يعد (الميتافيرس) مجرد مفهوم، فبدلا من المشاهدة والتصفح للمحتوى الالكتروني، يتيح (الميتافيرس) الدخول والتجسد في عالم يجعلنا نشعر بوجودنا فعلا مع أشخاص آخرين أو في مكان آخر، فهو بمثابة عالم ثالث افتراضي يأخذ من الواقع شيئا ومن الإنترنت والتقنيات الذكية أشياء وخصائص أخرى، وهو كما قيل «الإنترنت الذي أعطيت له حياة فنبض قلبه»!

محمد بن صالح المسلّم

باحث في علوم الإعلام والاتصال

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA