لغة الجسد في التدريس

 

 

كثرت وتعددت اللغات على وجه الأرض، واختلفت طرق التواصل بين الشعوب والدول والأقاليم، ففي كل مكان تجد نمطا ولغة معينة مستخدمة لتكون وسيلةً للحوار بينهم. وبكل تأكيد ومن المتفق عليه أن الكلمات لها تأثير كبير وبالغ على مستوى الأفراد سواءً بشكل إيجابي أم بشكل سلبي. وعندما يسافر الفرد إلى مدينة أو دولة ما لا تتشارك أو تتشابه معه في اللغة نفسها، فإنه يضطر إلى استخدام اللغة البديلة والمكتسبة للتواصل مع الآخرين هناك. 

بجانب هذه اللغات المسموعة هناك أيضا لغات مرئية غير مسموعة وهي ما تسمى لغة الجسد «Body Language «. لغة الجسد عبارة عن حركات أو تعابير خاصة يقوم بها المتحدث  لإيصال رسالة إضافية مع اللغة المستخدمة؛ لتعزيز لغة التواصل مع الطرف الآخر المستقبِل لهذه الرسالة أو العبارات. ففي كثير من الأحيان يُساء فهم بعض المفردات أو العبارات المكتوبة في وسائل التواصل الاجتماعي بسبب عدم وجود لغة الجسد أو اللغة الصوتية لتوضيح المراد منها. 

التعليم والتدريس ولغة الجسد

لا شك أن استخدام لغة الجسد أثناء التدريس يساعد المعلمين والمعلمات في أداء مهمتهم التعليمية والتربوية بشكل أفضل، أثناء عملية الشرح، أو حتى عند إعطاء توجيهات سلوكية وحركية للطلاب والطالبات. كذلك الحال أيضا لحركة الجسد للمتعلمين، فهي مهمة جداً، وينبغي للمعلم معرفتها وقراءتها وتحليلها بشكل سريع جداً للوصول إلى أبعاد تلك التعابير. فبعض هذه التعابير والملامح تعطي المعلم دلالات على تركيز بعض الطلاب أو عدمه. لذلك تعتبر لغة الجسد مهمة جداً في التواصل بين الطرف المرسل والطرف المستقبِل داخل الفصل أو القاعة الدراسية بجانب اللغة السمعية المستخدمة أيضاً.

الاعتماد فقط على لغة واحدة دون الأخرى في العملية التعليمية وغير التعليمية لا يعتبر كافيا لإجراء عملية التواصل بين الأشخاص. يحتاج المعلم والمربي إلى الاهتمام بلغة الجسد؛ لتكون وسيلة فعالة أثناء العملية التعليمية. وينبغي أيضا تجنب بعض الحركات العفوية أو التي لها عدة معان وتختلف من ثقافة لأخرى. على سبيل المثال حركة اليد بضم كافة الأصابع لبعضها البعض وتحريكها من أعلى إلى أسفل قد تعطي عدة معان ودلالات مثل: الانتظار، أو التمهل في عمل شيئ ما، أو ربما تعطي دلالات أخرى أكثر حدة مثل: الوعيد أو التهديد بالقيام بردة فعل ما للموقف الحاصل بين الأطراف المعنية. لذا فإن مهارات التدريس تعتمد على عناصر متعددة، من أهمها المعرفة  والخبرة، ولغة الجسد!

أ. حسين سعيد الغاوي

معلم لغة إنجليزية – السنة الأولى المشتركة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA