أساتذة التاريخ يشيدون بنجاح الندوة التاريخية العالمية العاشرة

 

رسالة الجامعة ـ التحرير:

اخْتُتمت فعاليات الندوة العالمية العاشرة لدراسات تاريخ الجزيرة العربية التي كان عنوانها «الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر الهجري/الثامن عشر الميلادي»، مؤخراً،  التي استمرت لمدة يومين، وقُدِّم فيها ثمانية وعشرون بحثاً علمياً محكماً.

و تضمن البيان الختامي للندوة عددًا من التوصيات، و رَفْع رسالة شكر وتقدير وثناء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولوليّ عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله- لدعمهما المتواصل لكل ما يتعلق بالتاريخ عموماً، وتاريخ الجزيرة العربية على وجه الخصوص.

و تم توجيه رسالة شكر لمعالي وزير التعليم الأستاذ يوسف بن عبد الله البنيان، و لمعالي الدكتور بدران بن عبد الرحمن العمر رئيس الجامعة،  ورئيس مجلس إدارة مركز الملك سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها.

ومن جهة  صرَّح سمو الأمير الدكتور نايف بن ثنيان آل سعود -المشرف العام على مركز الملك سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها، ورئيس اللجنة التحضيرية للندوة- بأن البحوث التي قُدِّمت شملت موضوعات في التاريخ السياسي والحضاري والاقتصادي للجزيرة العربية،  و كذلك العمل على إحياء المخطوطات المهمة لدراسة تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها بتحقيقها ونشرها.

بالإضافة إلى أن هذه الندوة جاءت أيضاً لتشجيع طلاب وطالبات الدراسات العليا )ماجستير ودكتوراه( على الاهتمام بدراسة تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها، وكذلك العناية بوثائق تاريخ الجزيرة العربية المحفوظة في الأرشيفات العالمية.

  وكذلك حث أقسام التاريخ في جامعات المملكة  على وضع آلية لتسهيل تقديم الاستشارات العلمية التي يحتاج إليها الباحثون في تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها.

وأضاف سموه: أيضاً الاهتمام بالمصادر الرقمية في دراسة تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها، وإطلاق منصةٍ رقمية خاصة بجمع الوثائق والمخطوطات والخرائط والأفلام وغيرها، تتضمن ببليوغرافيا شاملة عن تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها.

  و تخصيص عدد من المحاور في الندوة العالمية القادمة لدراسة الجوانب السياسية والحضارية والاقتصادية لتاريخ الجزيرة العربية، بالإضافة إلى الاهتمام بدراسة علاقات الجزيرة العربية مع المناطق المجاورة لها، و الاهتمام بدراسة الأنشطة البحرية في البحار المحيطة بالجزيرة العربية، وأيضاً الاهتمام بدراسة الجيوش البرية والبحرية في الجزيرة العربية وبحارها، والمبادرة إلى إصدار السجل العلمي للندوة في أسرع وقت ممكن.

ومن جانبه تحدث الدكتور فارس بن صالح الذكري -وكيل كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية للدراسات العليا، عضو اللجنة التحضيرية للندوة العلمية العاشرة لتاريخ الجزيرة العربية وحضارتها- فقال: تعد الندوة العالمية لتاريخ الجزيرة العربية وحضارتها الأكثر صيتا وشهرة في العالم العربي، وقد مضى على انطلاقتها الأولى في عام 1397هـ/1977م أكثر من سبعة وأربعين عاما، عُقد خلالها تسع ندوات، كانت أخراها الندوة العالمية التاسعة التي عُقدت بتاريخ13/6/1442هـ.

وقد اكتسبت هذه الندوة أهميتها من خلال الاهتمام الكبير الذي تلقاه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أمد الله في عمره- الذي لا يخفى على أحد مدى اهتمامه وعنايته بالتاريخ، وهو الذي صدرت موافقته الكريمة على إنشاء مركز الملك سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها في عام 1431هـ في جامعة الملك سعود، والذي احتضن هذه الندوة فيما بعد وجعلها من أولى اهتماماته.

ومن جهة أخرى اكتسبت هذه الندوة أهميتها العلمية من عالميتها؛ إذ هي محط أنظار واهتمام علماء التاريخ والآثار من مختلف دول العالم، الذين يتنافسون دائما على المشاركة فيها ونشر أبحاثهم في سجلاتها العلمية المتميزة بأبحاثها الرصينة التي تخضع للتحكيم العلمي الدقيق.

كما تحدث الدكتور فارس بن متعب المشرافي رئيس قسم التاريخ عن الندوة فقال: تأتي أهمية هذه الندوة لكونها تغطي القرن الثاني عشر الهجري- الثامن عشر الميلادي، وهي فترة تاريخية مهمة للغاية، فيها تأسست الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله.

وقد تشرف المركز باهتمام ورعاية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله؛  لما للمركز من دور فاعل في دراسة المواضيع التاريخية للجزيرة العربية وحضارتها. وتأتي الندوة العاشرة امتدادًا لندوات المركز السابقة، وقد خُصِّصت لكل قرن تاريخي ندوة خاصة به، تتناول أهم الأحداث التاريخية والحضارية في تلك الفترة. ويحرص العاملون على المركز من متخصصين في هذا التحقيب إلى إبراز الإرث الوطني الذي يمتد إلى آلاف السنين، فالجزيرة العربية هي المنبع الأصيل والأساسي لتاريخ العرب وحضارتهم. ولا يخفى على الجميع الدور التاريخي الذي سجلته الثقافة والحضارة العربية في تطور الإنسانية. إن المركز يقوم بدور كبير ومهم في حفظ التاريخ ودراسته، وتثقيف الأجيال بإرثنا التاريخي والحضاري ودوره في التطور الإنساني.

هذا وقد شارك الدكتور عبدالعزيز بن صالح الهلابي من قسم التاريخ حول الموضوع فقال في حديثه: قُدِحَتْ فكرةُ هذه الندوة في ذهن أستاذنا الدكتور عبدالرحمن بن محمد الطيب الأنصاري - رحمه الله - رئيس قسم التاريخ السابق، ثم طرح الفكرة علينا في قسم التاريخ، وتداولنا الرأي في التخطيط لعقدها، ومحاورها، ومن يُدعَى لها، وكان ذلك في العام الجامعي 1396هـ الموافق 1976م،  فكُونت لجنة تحضيرية برئاسة أستاذنا الدكتور الأنصاري وعضوية خمسة آخرين من القسم،  شرفتُ بأن كنتُ أحدهم، فرحم الله من مات منهم، وأمدَّ الله في عمْر من بقي.  تبلورت الفكرة على أن تستمر الندوة في الانعقاد سنويا أو أكثر -حسب الظروف- حتى تكتمل كل حلقات تاريخ الجزيرة العربية بجوانبه السياسية والاقتصادية والمجتمعية، وتواريخ المدن والبوادي.  واستقر الرأي على أنْ تُشَكِّلَ الندوةُ الأساس الذي تُبْنَى عليه الندوات التالية، فكان موضوع الندوة الأولى: «مصادر تاريخ الجزيرة العربية «، وعُقِدت ما بين 5 و10 جمادى الأولى من عام 1397هـ / 23-28 أبريل1977م، وكانت عالميةً بكل المقاييس، وحضرها ألمعُ الباحثين في التاريخ في العالم، وانتقل الباحثون بعد الندوة بالرياض إلى مدائن صالح، وأقاموا يومين بمدينة العلا يتناقشون ويتحاورون.  ثم تلتها الندوة الثانية فكانت عن «تاريخ الجزيرة العربية القديم»، وتواصلت حلقاتها، والحمد لله أنها الآن تعقد الندوة العاشرة، وتتناول بالبحث والدراسة تاريخ الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي، وهذه الحقبة مهمة جدا؛ لأنها تشكل بداية لتاريخ الجزيرة العربية في العصر الحديث، والبحث فيها ليس باليسير؛ نظرًا لقلة المصادر وندرة المعلومات، وتحتاج من الباحث إلى صبرٍ وتأنٍّ واستقصاء ليأتي عمله إضافة ثمينة لمجمل تاريخ الجزيرة العربية، و جاءت الندوة على مستوى عالٍ جدا من الإثراء والتدقيق والتحقيق.

كما تحدث الدكتور عبدالله بن محمد المطوع -من قسم التاريخ، ونائب رئيس اللجنة التحضيرية للندوة- وقال: إن دراسة التاريخ تجعل الإنسان يقف على تجارب السابقين ليستفيد من صحيحها ويتجنب الأخطاء، وتطلعه على ثقافة الأمم والشعوب وكيف يتعامل معهم بشكل صحيح. كما يمدنا بنماذج وقدوات أصيلة تمثلنا بشكل صادق؛ إذ إنها مستمدة من حضارتنا، ينظر إليها النشء باحترام، وتجعله أكثر ثقةً بنفسه واعتزازاً بهويته. وقد دأب كبار زعماء العالم، منذ الأزل وحتى يومنا هذا، على الاهتمام بالتاريخ وسير العظماء؛ ليستأنسوا بتجاربهم ويتجنبوا أخطاءهم. وبما أن التاريخ يمثل ذاكرة الأمة، التي لا غنى عنها لأي جماعة إنسانية أو شعب يعتز بهويته وحضارته، فإن الأمم المتقدمة تقدّر تاريخها، وتحرص على قراءته وتعليمه لنشئها وتمجيد رموزه الوطنية، وتتمثَّلَه بين كافة فئات مجتمعاتها، وفي سياساتها تجاه الدول الأخرى.

وفي سياق الاهتمام بالتاريخ عقد مركز الملك سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها هذه الندوة العلمية العالمية الكبرى حول تاريخ الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي. اشتملت هذه الندوة -أو المؤتمر العالمي- على أبحاث تعالج مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والحضارية من تاريخ الجزيرة العربية في هذا القرن، وقد شارك فيها عدد كبير من علماء التاريخ من داخل المملكة  وخارجها.

الدكتور عويضة بن متيريك الجهني عضو اللجنة العلمية للندوة العالمية العاشرة

أكد على أهمية هذه الندوة من حيث قدم فكرتها فقال: تبنت جامعة الملك سعود منذ عام ١٣٩٥هـ/١٩٧٥م عقد الندوة العالمية لدراسات تاريخ الجزيرة العربية في رحابها، وقد قدمت منذ ذلك التاريخ تسع ندوات علمية عالمية، نوقش فيها عديد من الموضوعات ضمن محاور مختلفة مثل: مصادر تاريخ الجزيرة العربية، والأحوال السياسية والاجتماعية والدينية والعلمية والثقافية فيها، بالإضافة إلى آثارها وبيئتها... وغير ذلك من موضوعات تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها عبر العصور، وقد حرصت الندوة على أن تكون الأبحاث المقدمة للندوة علمية محكمة، وأن يكون المشاركون فيها على مستوى العالم.

كما تنبع أهمية الندوة العالمية العاشرة لدراسة تاريخ الجزيرة العربية خلال القرن الثاني عشر الهجري)18م( من حدثين مهمين: محلي وعالمي. ويتمثل الحدث المحلي في ظهور الدعوة الإصلاحية النجدية والدولة السعودية التي أحدثت تحولاً مهماً في تاريخ الجزيرة العربية الحديث. أما الحدث العالمي فيتمثل في وصول القوى الاستعمارية الغربية إلى بعض الدول الإسلامية المجاورة خلال ذلك القرن وتأثر الجزيرة العربية وسكانها سياسياً واقتصادياً.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA