كي تربح الجامعة من برامجها الأكاديمية

 

أوضحت -عزيزي القارئ- في مقالة التأشيرة التعليمية وفرص نجاحها بالجامعة المنشورة في صحيفة رسالة الجامعة العدد رقم (1476) كيف أن وزارة التعليم أطلقت التأشيرة التعليمية للطلاب الدوليين للدراسة في السعودية؟ وذكرت أهداف هذه التأشيرة، وأن وزارة التعليم أقامت ملتقى السفراء للتعريف دولياً بمنصة «ادرس في السعودية» بمشاركة السفراء والمنظمات الدولية في المملكة والجامعات السعودية وفي مقدمتهم جامعة الملك سعود، واختتمت المقالة بأن جامعة الملك سعود تمتلك المقومات التي تجعلها خياراً استراتيجياً للطلاب الدوليين، وترجح كفتها بين الجامعات الوطنية، كما ذكرت عدداً من هذه المقومات، وأن الجامعة ترحب بالطلاب الدوليين، وتولي طلباتهم للالتحاق بها كل اهتمام ورعاية.

وهنا سؤال يطرح نفسه وهو: هل امتلاك الجامعة لكثير من المقومات يضمن نجاحها في استقطاب الطلاب الدوليين؟  خاصة أن هذا النجاح يعزز أيضاً من نجاح الجامعة في تحقيق عدد من أهدافها الاستراتيجية التي من بينها (الإبداع والابتكار في البحث العلمي، وتنمية الإيرادات الذاتية، وتنويع الاستثمار ونمو الأصول)

إنني أعتقد أن امتلاك المقومات يزيد فرص النجاح؛ لكن لا يضمن تحقيق هذا النجاح مالم يرتبط ذلك بتخطيط وعمل ومتابعة دؤوب ومستمرة؛ فقد وضعت الجامعة عددا من الأهداف الاستراتيجية ومن بينها ( الهدف الاستراتيجي الثاني :الإجادة في البرامج الأكاديمية ومخرجاتها) وتعمل الجامعة على تحقيقه عن طريق خطة عمل ومتابعة دقيقة لمؤشرات الأداء، ولا شك أن وراء كل هدف فريق عمل، وجهود كبيرة لتحقيقه، وهو الأمر الذي يجب أن يكون له مردود واضح في مختلف المجالات، ومنها المجال الاستثماري بالجامعة، لذا فإن إطلاق التأشيرة التعليمية، ومنصة «ادرس في السعودية»، ودعوة الطلاب الدوليين للدراسة في السعودية يجب أن نعده  فرصة عظيمة ينبغي أن تغتنمها الجامعة لتحقيق مكاسب متعددة من بينها تعزيز ترتيب الجامعة في التصنيف الدولي بين الجامعات العالمية،  وتنمية رأس المال البشري بالجامعة، وتنمية إيراداتها الذاتية، وتنويع الاستثمار فيها، كما أنها فرصة لمشاركة البرامج الأكاديمية بالجامعة في المحفظة الاستثمارية وتنمية الموارد المالية للجامعة.

 فخلال السنوات الماضية بذلت الجامعة الكثير والكثير حتى تبوأت مكانة الصدارة بين الجامعات السعودية في عدد البرامج الأكاديمية المعتمدة وطنياً من هيئة تقويم التعليم والتدريب، وما زالت تبذل الكثير من الجهود، وأعتقد أن فرصة الجامعة الآن كبيرة لكي تجني ثمار غرسها وتستثمر هذه الصدارة.

ولكي يتحقق ذلك وتربح الجامعة من برامجها الأكاديمية وسمعتها المؤسسية المتميزة فإنني أرجح أن تولي الجامعة نجاح التأشيرة التعليمية واستقطاب الطلاب الدوليين كثيراً من الاهتمام، وتكون البداية بالتفكير في نوع البرامج الأكاديمية والخدمات التي تقدمها الجامعة للطلاب الدوليين في البرامج الأكاديمية المدفوعة، بداية من تلقى طلب الالتحاق إلكترونياً، مروراً بالموافقة على القبول بالجامعة، وصدور التأشيرة التعليمية، وصولاً إلى عمليات الدعم اللوجستي المقدمة لهؤلاء الطلاب فيما يتعلق بالسكن والحياة في مدينة الرياض، وتسويق هذا دولياً (وهو أمر في غاية الأهمية)، كما يمكن أن توقع الجامعة اتفاقيات التعاون مع المكاتب والشركات التعليمية المحلية والعالمية التي تساعد في نجاح خطة الجامعة لاستقطاب الطلاب الدوليين؛ بحيث يكون للجامعة مكاتب ووكلاء وسفراء يعززون نجاحها في استقطاب الطلاب الدوليين، خاصة في ظل المنافسة الشرسة بين الجامعات العالمية لاستقطاب الطلاب الدوليين في البرامج المدفوعة، كما أن الطلاب الدوليين أنفسهم دائماً يفاضلون بين الجامعات العالمية، ويبحثون عن قوة الشهادة، وتوفر البيئة الأكاديمية والحياتية المتميزة، كما يفكرون جلياً في القيمة المالية التي سوف يدفعونها مقابل الحصول على هذه الشهادة والخدمات المقدمة لهم، ومع كل هذا فإن لجامعة الملك سعود تاريخا مشرفا في قبول الطلاب الدوليين (طلاب المنح)، والآن للجامعة فرصة ذهبية للنجاح في استقطاب الطلاب الدوليين في (البرامج الأكاديمية المدفوعة).

إن التفكير السريع، وبناء خطة لاغتنام فرصة التأشيرة التعليمية، وزيادة أعداد الطلاب الدوليين المقبولين في البرامج الأكاديمية المدفوعة بالجامعة يعزز نجاحها. أسأل الله التوفيق لجامعة الملك سعود.

 

د. طه عمر

عمادة التطوير والجودة 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA