لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة!

 

عرف البابليون قرابة 3500 سنة قبل الميلاد شجرة طيبة تستعمل جذورها لتطيب رائحة الفم وإزالة ما تبقى من الأكل. كذلك تكلم عنها رسولنا الكريم وأوصانا باستخدامها. السواك أو ما يعرف بالمسواك, يستخرج من جذور شجرة الأراك, واشتهر في الجزيرة العربية. فالعرب لم تستخدم السواك فقط لتنظيف الأسنان بل في كمحسّن للمذاق, فالبعض يضيفه للقهوة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء، وعند كل صلاة» أخرجه البخاري ومسلم. فلذلك حثنا رسول الله باستخدامه للمحافظة على الفم وما بداخلة من الأسنان واللثة واللسان. فدوام صحة الفم ليست مقرونة فقط بصحة الأسنان بل بصحة حاستا التذوق والكلام وكذلك التمثيل الغذائي.

فالسواك كيميائيا يحتوي على الكثير من المركبات الطبيعية كالفلورايد, السيليكا, الكبريت, فيتامين ج, أيزوسيانات البنزين, الكالسيوم, الصوديوم, البوتاسيوم, الكلوريد, وبعض المركبات العضوية المتطايرة, وغيرها الكثير من المركبات المفيدة للفم التي بدورها تنظف, تطهر وتعقم, وتعطر الفم. فالتنوع في مكونات المسواك جعلت منه فائدة أكبر كمضادة للالتهابات فهي مضادة للفطريات وكذلك البكتيريا المسئولة عن التسوس, حماية طبقة المينا بوجود الفلورايد, تقليل الجير برفع رقم الأس الهيدروجيني, تقوية ومحاربة أمراض اللثة, تحفيز إفراز اللعاب, تبييض الأسنان, وتحسين رائحة الفم.

هنا يأتي السؤال هل بإمكاننا الاستغناء عن الفرشاة والمعجون واستبدالها بالسواك؟ فتركيز الفلورايد في المسواك أقل من معجون الأسنان فالزيادة في الفلورايد قد يسبب الغثيان والتقيؤ. المعجون يعتبر متخصص وهناك أنواع منه على حسب الاحتياج على النقيض من المسواك الذي يحتوي على الكثير من المواد التي بدورها تسد الاحتياج وتعالج وتحسين ما بداخل الفم. في الختام المسواك شاملا في الاستخدام والفائدة فهل توازن وتوافق المواد في المسواك تجعل منه أكثر رواجا وأعم فائدة؟!

 د. عبد المجيد بن عبدالله العياف 

قسم الكيمياء 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA