ردة فعل الجمهور أشعرتني أني أطير وأحلق في الفلك

الشاعر سعود المقحم لرسالة الجامعة:
بعد أن أشعل القاعة بصفقات الجمهور في اليوم الوطني

 

حوار: ليان القحطاني، وشموخ العتيبي:

 

في سؤالنا له عن كلمة تود أن تقولها لجامعة الملك سعود؟ رد قائلا:أعتذر، فرغم فصاحتي إلا أنني عاجزاً عن التعبير لما قدمته لي جامعة الملك سعود من علم ومهارة.

أثناء الإلقاء لم أكن أعي بكل ما حدث، تفاعل الجمهور وردت الفعل أشعرتني وكأني أطير وأسبح في أفلاك أخرى، ولازلت حتى هذه اللحظة التي أحدثكم فيها أشعر بنشوة الحدث، بهذه الكلمات التي امتلأت بمشاعر الفخر، ونشوة الانجاز،  وطموح المستقبل، بدء الطالب الشاعر سعود المقحم حواره مع صحيفة (رسالة الجامعة) ليتحدث عن تفاصيل ما فعلته أبياته الحماسية  بالجمهور، عندما أشعل صداها صفقاتهم  المتواصلة بين جانبي مسرح  (قاعة حمد الجاسر) في حفل ذلك اليوم  الشامخ بمناسبة اليوم الوطني السعودي 93 والذي نظمته جامعة الوطن، جامعة الملك سعود.

 المقحم ابن هذه الجامعة العريقة عندما سألناه: ماذا تود أن تقول لجامعة الملك سعود؟ 

وقف لسانه الفصيح عاجزاً للتعبير عن عميق الامتنان لما قدمته له من علم ومهارة وقال: اعتذر لكم لكن لا أجد مفردة تعبر عن شكري وامتناني لهذا الصرح العظيم بكلمة، وفيما يلي تفاصيل ذلك الحوار الشيق والممتع في الوقت ذاته مع ليان القحطاني وشموخ العتيبي طالبتين بقسم الإعلام في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية مع الشاعر والطالب في تخصص القانون بكلية الحقوق والعلوم السياسية سعود المقحم:

 

ـ من هو سعود المقحم؟

أنا رجل يؤمن بأن الفرصة الثمينة تأتي مرة وتبحث عنها مرات ولذلك فأنا كثير التجارب ومغرم بالتجربة، وعلى هذا اتخذت مسارات عديدة أكتشف فيها ذاتي و أبحث عن فرصي، تخصصي الجامعي هو حقوق، وهو مجالي الرئيسي إلا أني مهتم بالإعلام وعلى وجه الخصوص التقديم بكل أصنافه وكذلك إدارة الحوارات (محاور)، وهذا يعود إلى ولعلي والخطابة والالقاء وسبق أن فزت بالمركز الأول على مستوى المملكة في الإلقاء والارتجال، جربت التمثيل المسرحي كانت تجربة ممتعة والفضول وانتهت بفوزي بجائزة أفضل ممثل على مستوى الجامعات السعودية في مهرجان المسرح الجامعي الثالث (ديودراما)، انا شخص عاشق للتجربة، فالفرصة كنز والدليل إليها هو التجربة.

 

ـ شعار الرؤية (نحلم ونحقق) ماذا يعني لك؟

أرى أنه يعبر عن منهج حياة لدى السعوديين حكومةً وشعبًا، السعودي حالم ولم يكتف بالحلم فقط، بل حقق أحلامه ولازال يحلم ويحقق، وهذا أمر مشاهد فكم من حلم كنا نراه بعيد المنال والمدى وأصبح واقعًا نعيشه اليوم، بفضل الله ثم بفضل قيادة حالمة.

 

ـ كيف جاءت فكرة كتابة القصيدة وإلقائها باليوم الوطني، ومن شجعك؟

في الحقيقة لم أكن أرغب في ذلك ولم أفكر فيها بتاتًا، بل أني كنت أخفي هذا الجانب مني في أوساط الجامعة، وقد طلب مني أن أكون مقدم هذا الحفل كسالف المحافل السابقة، وقبل الحفل بقرابة الأسبوع تحدث معي المسؤول عن الحفل، وذكر أنه نما إليه من أحد الأصدقاء المقربين أني شاعر وإنهم لم يتمكنوا من إيجاد شاعر مناسب لهذا المحفل، اعتذرت منه، ولكن بعد اصرار منه وافقت، وشرعت في كتابة القصيدة. بالنسبة لمن شجعني فهو أخي يوسف، كنت أكتب وأستشيره، كنت استشيره حتى اليوم الأخير قبل الحفل، قال لي بالحرف «قصيدتك مجملة أما القائك وأعرفه جيدا، أقدم ولا ترتخي».   

 

ـ  عندما ألقيت قصيدتك كان هناك تفاعل مذهل من الجمهور، فسر لنا شعورك بتلك اللحظة؟

كنت أعلم أني قادر على إلقاء القصيدة بشكل مؤثر، لكن لم أكن أتصور كل هذا الأثر، في أثناء الإلقاء لم أكن أعي بكل ما يحدث، تفاعل الجمهور وردة فعلة أشعرتني وكأني أطير وأسبح في أفلاك أخرى، لا زلت حتى هذه اللحظة التي أحدثك فيها أشعر بنشوة الحدث.

 

ـ  قصيدتك كانت رائعة، ولكن ما هو أقرب بيت لك في هذه القصيدة؟

مرحوم ياللي شهد له من تذرا به في الأرض مري وفوق الغيم برقيّه، وهو عبارة عن مثل لامرأة بدوية غادرت من ديارها تريد الأحساء، وفي طريقها مرت على معسكر الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وكانت لوحدها تسير في البرية، عجب الملك أمرها وأمر بدعوتها وسألها من أين أتت وإلى أين تريد ولم تعرف المرأة الملك، فلما سمع الملك جوابها عجب من أمرها وذلك لبعد المسافة وسيرها لوحدها في الفلاة فسألها، ألا تخافين اللصوص فأجابت بأن عبد العزيز أمن البلاد وقالت نصًا عبد العزيز وضع في الأرض مريه وفي السماء برقيه، والمريّة هم من يقتفون الأثر.

 

ـ فكرة بهذا العمق التاريخي كيف تولدت لك، وما هو المكان تحديدا  الذي ولدت هذه الفكرة الشعرية؟

في الحقيقة الشعر بالنسبة لي هو شيء يٌقذف اليك لا تطلبه، مثل هذه الفكرة أتتني وأنا في طريقي الى الحفل.

 

ـ  موهبتك الشعرية، هل هي مكتسبة أم أنها فطرة وجدت نفسك عليها؟

في الحقيقة أنا ابن أسرة شعرية وابن مدينة شاعرة، أسرتي القريبة من أبي وأخي وجدي رحمه الله وأعمامي وأبناء عمومتي كلهم شعار، ومدينتي القصب هي مدينة شهيرة بالشعر والشعراء، بيئة مثل هذه قلما يسلم شخص فيها من الشعر، وعلى ذلك فأنا لا أصنف نفسي شاعرًا، أحب الشعر وأكتبه، ولكن لا أرى أن أوصف بشاعر.

 

ـ  تميزت بالشعر والكلام الجزل بفصاحة اللسان، هل لازمتك هذه الموهبة منذ الصغر؟

بالنسبة للخطابة فهي شغف منذ الصغر، كنت في صغري اغتنم فرصة الذهاب الى المسجد مع والدي أصعد المنبر وأمثل دور خطيب الجمعة، تطور الأمر بفضل الله ثم دعم أبواي، وصقلت الموهبة من خلال المدرسة والمشاركات الخارجية، وكانت الانطلاقة الحقيقية حيث شاركت في مسابقة الإلقاء والارتجال على مستوى المملكة وفزت إذ ذاك بالمركز الأول على مستوى المملكة، كان عمري وقتها ١٤ عام.

 

ـ  في وقت زاد فيه الشعر والشعراء، ماذا تصنف نفسك بينهم؟

في الحقيقة لا أرى أن الشعراء زادوا، الشعر متجذر في نفس كل عربي أما الشعور بأن الشعراء زادوا أعزو ذلك إلى كثرة وسائل شهرة الشاعر في العصر الحديث، أما بالنسبة لي، لا أصنف نفسي شاعرًا أصلًا، أنا قانوني قيد الإنشاء إن صحت العبارة وممارس للإعلام، الشعر والتمثيل مواهب أستمتع بها وخوض غمارها من باب التجربة فقط.

 

ـ الشعر مرآة لنفس الشاعر هل انت يا سعود تمثل هذا هل شعرك مرآة لك؟

نعم الشعر يعكس ما في نفس الشاعر، ولكن لا أرى هذا بإطلاقه، أحيانًا يكتب الشاعر عن مواضيع لا تمثله ولا تحاكي ما في نفسه، أما عني فالشعر بمثابة المنفس لي، في الحزن والفرح والفخر.

 

ـ  إلى ماذا تطمح في المستقبل؟

أن يؤتيني الله معرفة ومهارة وحكمة أنفع بها نفسي ووطني، أختصر طموحي في أن أكون صاحب أثر في هذا الوطن.

 

ـ أخيراً: كونك من أبناء هذه الجامعة جامعة الوطن، ماذا تقول لجامعة الملك سعود؟

على أني أرى نفسي فصيح اللسان ولدي قدر لا بأس فيه من البلاغة إلا أني أقف عاجزًا عن التعبير أمام هذا الصرح العظيم، هذا الصرح الذي صقل موهبتي في التقديم والحوار و أعطاني فرصتي في التمثيل المسرحي و أبرز موهبتي الشعرية و مكنني من تعلم العديد المهارات في شتى المجالات، علاوة على مساري الأكاديمي في القانون والكم المعرفي المكتسب منه، أعتذر منكم لكن لا أجد مفردة تعبر عن شكري وامتناني لهذا الصرح العظيم.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA