معرض إكسبو يختار الرياض

 

إلى وقت قريب، كُنّا كسعوديين نكتفي بمقاعد المتفرجين تجاه الأحداث الرياضية والفعاليات الاقتصادية والترفيهية في المنطقة، والتي تنجح بعض الدول الخليجية في استضافتها، وكُنّا نفرح بذلك على اعتبار أنها فرص ثمينة لحضور هذه الأحداث والفعاليات لقرب المسافة وتشابه الثقافة، ويأتي تنظيم مدينة دبي لمعرض إكسبو 2020، وقطر لكأس العالم 2022، كأهم الأحداث الرياضية والاقتصادية في المنطقة الخليجية. كذلك الفعاليات الترفيهية ومهرجانات التسوق التي تقوم بعض الدول الخليجية في تنظيمها كانت تشكل متنفساً للسعوديين، الذين يسافرون إليها، ويصرفون عليها بسخاء. حسناً، لقد انتهى يا سادة عصر التفرج، وبدأ عصر التفرد، وبدأت السعودية في تحقيق عناصر رؤيتها 2030، حيث صدق عرّابها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حين قال: «ستكون المملكة العربية السعودية هي أعظم قصة في القرن الواحد والعشرين».

عصر التفرد لم يأت من فراغ، أو حلم يُراود خيالاتنا ولا يتجاوزها، بل تحقق بعزم الرجال حيث الطموح يبلغ عنان السماء والهمّة كمثل جبل طويق. لقد بدأت السعودية العظمى في تنفيذ رؤيتها وتحقيق أهدافها وبناء أحلامها، وأصبحت رقماً صعباً في عالم المال والأعمال، وفي مجالات السياسة والاقتصاد والرياضة والترفيه، حيث يقول قائدها خادم الحرمين الشريفين: «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك.»

لقد مرت على المنطقة أحداث سياسية دولية كانت السعودية هي كلمة الفصل فيها، وكانت مواقفها تستقطب الآخرين للسير في ركابها بفضل هدوئها وحكمتها وخبرتها التي تسموا على تجاوزات الصغار. والأحداث الرياضية أصبحت تبحث عن أرض السعودية، حيث النجوم العالميون، والسوبر الإيطالي والأسباني، وكأس العالم للأندية 2023 ودورة الألعاب الآسيوية 2034، وآخرها كأس العالم 2034 الذي نالت به السعودية موافقة المجتمع الرياضي في العالم على تنظيمه ثقة بإمكانياتها وإبداعاتها.

وآخر هذه الأرقام الصعبة معرض إكسبو 2030، حيث اختار هذا المعرض مدينة الرياض ليكون مقراً له، وأعلن في باريس يوم الثلاثاء الماضي 28 نوفمبر أن السعودية هي الفائز بالمنافسة وبفارق كبير من الأصوات عن أقرب المنافسين. ومن تجليات القدر أن يتزامن استضافة معرض الإكسبو 2030 مع العام الذي يتم في إعلان مخرجات رؤية السعودية 2030، حيث يشكل المعرض فرصة رائعة وفريدة ليشاهد العالم عن قرب أفضل الدروس والمستهدفات التي تضمنتها رحلة التحول الاستثنائية للمملكة العربية السعودية.

معرض إكسبو ليس حدثاً اعتيادياً، بل هو حدث دولي تتم استضافته كل خمس سنوات من أحد البلدان، وتستمر فعالياته لمدة 6 أشهر، ويجذب هذا المعرض مشاركين من جميع أنحاء العالم، لتعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي، وإبراز الإنجازات والابتكارات في عدة مجالات منها العلوم والتكنولوجيا والفنون والسياحة والترفيه. ويشكل المعرض فرصة مهمة للدول المستضيفة لجذب السياح والزوار من جميع دول العالم، مما يعزز من قطاع السياحة والاستثمار وتحريك عجلة الاقتصاد، ويسمح للدول المستضيفة ومعها الدول المشاركة بعرض ثقافاتها وحضاراتها وفنونها ولغاتها. كما يشكل المعرض فرصة جوهرية للتعاون العلمي والتقني بين الدول المشاركة.

لقد أصبحت السعودية تحتل المكانة التي تليق بها، فعاصمتها هي مصدر القرار السياسي العربي، واقتصادها هو المحرك الرئيسي لعجلة التنمية في الدول الشقيقة، وأرضها هي قبلة المصلين ومأوى الآمنين.

نبارك لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - هذا الانتصار العظيم، ونهنئ كل السعوديين، ونشكر كل من دعم، وساهم وقاتل لتحقيق هذا الإنجاز الكبير، وكل عام والمملكة العربية السعودية بخير.

د. خليل اليحيا

كلية الطب

alkhaleel@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA