أثار ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT جدلاً واسعاً في الوسط الأكاديمي. فقد كان لهذه التقنيات تأثيراً مزعزعاً على ممارسات التقييم في مؤسسات التعليم العالي عالمياً، وأثار استخدام هذه الأدوات مخاوف حول النزاهة الأكاديمية والغش والانتحال، مما دفع الجامعات إلى وضع إرشادات حول استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وفي دراسة حديثة نشرت في مجلة Computers and Education Open بعنوان (Generative AI tools and assessment: Guidelines of the world’s top-ranking universities). ناقش الباحثون فيها أثر ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل شات جي بي تي ChatGPT على ممارسات التقييم الأكاديمي في الجامعات حول العالم، والمخاوف المتعلقة بالغش والنزاهة الأكاديمية. لذلك قاموا بمراجعة مدى تطوير أفضل 50 جامعة عالمية حسب تصنيف تايمز للتعليم العالي لسنة 2023 إرشادات توجيهية بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التقييم الأكاديمي.
ووجد الباحثون أن 23 جامعة فقط (أقل من نصف العينة) قد نشرت إرشادات حول هذا الموضوع، على الرغم من أهميته. وركزت هذه الإرشادات على ثلاثة محاور: النزاهة الأكاديمية، نصائح تصميم التقييم، والتواصل مع الطلاب.
ومن أبرز نصائح الإرشادات حول تصميم التقييم: اختبار مهام التقييم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وإعادة تصميمها تتطلب مهارات التفكير النقدي والإبداعي، والتركيز على العملية وتقسيم المهام إلى مراحل، ودمج الذكاء الاصطناعي في التقييم، واستخدام الاختبارات الصفية.
وخلصت الدراسة إلى أن الجامعات بدأت بقبول استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، وأوصت بأن يتم دمجه في عملية التقييم ذاتها، لأن هذه هي واقع المشهدين التعليمي والوظيفي حالياً. وهذا يتطلب من أعضاء هيئة التدريس تطوير كفاءات جديدة في مجال تقييم الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ونظراً لسرعة تطور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإن الجامعات والمؤسسات التعليمية المحلية بحاجة إلى حراك سريع لوضع الإرشادات والسياسات المناسبة لتوجيه أعضاء هيئة التدريس والطلاب حول الاستخدام الأخلاقي والقانوني لهذه التقنيات الناشئة. ويمكن الاستفادة من تجارب وإرشادات الجامعات العالمية كأساس يبنى عليه في صياغة سياسات محلية تناسب السياق.
أ.د. هند بنت سليمان الخليفة
قسم تقنية المعلومات – كلية علوم الحاسب والمعلومات
إضافة تعليق جديد