دكتور أبي A+

 

مع نهاية كل فصل دراسي تبدأ أسطوانة التذمر التي يرددها بعض الطلاب حول أستاذ المقرر فهذا أحدهم يشتكي لأن الأستاذ لم يحتسب له كامل درجات الأعمال الفصلية حيث سقطت بعض الدرجات سهواً على حد قوله، كما أن بعض الواجبات الفصلية رُصدت بشكل خاطئ. وهذا طالب آخر يؤكد على أن أستاذ المقرر لم يكن منصفاً تماماً في تصحيح درجة الامتحان الفصلي والنهائي. وذاك الذي لا يتوانى في ترديد عبارة «الأستاذ ظلمني» في كل وقت وبلا مناسبة. الغريب أن هذه الشكاوى لا تظهر إلا بعد انتهاء الفصل الدراسي وإعلان الدرجات النهائية. والأغرب من ذلك كله هو ما يمارسه بعض الطلبة المتفوقين دراسياً على أستاذ المقرر فهذا أحدهم يصرح بشكل شفوي لأستاذ المقرر قائلا: يادكتور إذا لم أحصل على درجة A+ في المقرر فسوف تضيع فرصتي في الحصول على مرتبة الشرف! وهذا الآخر يقول سوف أتخرج بتقدير ممتاز شريطة الحصول على تقدير A+ في هذا المقرر فالمسألة متوقفة عليك يا أستاذ! ليمارس أسلوب الضغط النفسي غير المباشرة على أستاذه. وعندما يتم رصد الدرجات وإعلانها بشكل رسمي يتحول هذا التذمر إلى شكاوى وتقييمات سلبية يتقدم بها الطالب ضد أستاذ المقرر لتبدأ مرحلة الشد والجذب نحو تعديل الدرجة. تُمارس كل هذه الضغوطات على أستاذ المقرر مع قرب انتهاء الفصل الدراسي ويتأثر بعض الأساتذة بها لينساقوا في وضع درجات قد لا يستحقها البعض، مما يؤثر سلباً في نهاية المطاف على قيمة الشهادة الجامعية. وغني عن البيان فالدرجات ماهي إلا أداة قياس يُفترض أن تحفز الطالب على التحصيل العلمي لتعطيه مؤشراً حول قدرته على التعلم؛ وعلى الطالب أن يتقبل نتيجة تحصيله التراكمي طوال الفصل الدراسي. ختاماً، أتمنى أن يكون هناك قانون واضح يحفظ للأستاذ الجامعي مكانته بحيث يمنع أي شكل من أشكال التواصل معه أو التأثير عليه في مسألة الدرجات تصريحاً أو تلميحاً سواء بشكل مباشر أو غير مباشر واعتبار ذلك مخالفة مخلة بالأخلاقيات الأكاديمية؛ عندئذ تكون عبارة « دكتور أبي A+» موجبة للعقوبة.

د. وليد الزامل

أستاذ مشارك في قسم التخطيط العمراني

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA