حياتنا اليومية متباينة الممارسات

 

حياتنا اليومية متباينة الممارسات اللغوية والخطابية في المجالات المختلفة الإنسانية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والتعليمية والصحية وغيرها. والصحف مرآة كاشفة عن أحوال المجتمع وقضاياه ومثلها مواقع التواصل؛ فهي شكل تواصلي مهم له قيمة تأثيرية في الجمهور وقد زاد انتشاره وسهل التفاعل معه التقنيات والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وهذه الأخيرة غدت تضاهي الصحف والمجلات أهمية وشهرة وربما فاقتها. وكل ذلك مصادر مهمة للدراسات اللغوية؛ فمقاربات تحليل الخطاب تمتلك آليات متعددة تمكّن الباحث من الكشف عن المعاني الكامنة في الخطاب وتقف على اللغة واستعمالها وسياقها والأبعاد المعرفية والفكرية والنفسية والاجتماعية والسياسية للخطابات.

وكتابنا هذا يتناول قضايا في الحياة الاجتماعية والثقافية في المجتمع السعودي الذي يشهد تحولات في شتى المجالات. وقد حرصنا على تخير قضايا من المتغير اجتماعياً وثقافياً وتعليمياً وإشهارياً. فجاءت الدراسات متباينة؛ منها ما وقف على الخطاب الثقافي والتعليمي والفعاليات التي تناولتها الصحف، وقرار اعتماد نظام الفصول الثلاثة للعام الدراسي، ومنها نص الإعلان عن اعتماد 22 فبراير يوماً سنوياً لذكرى تأسيس الدولة السعودية. ومنها ما درس الخطاب الإشهاري والسمات التي ميزته والوسائط المتعددة المستعملة فيه، وخطاب الترفيه في مواسم الرياض. ومنها ما تناول القضية النسوية والجدل حولها، وقضايا المرأة السعودية وما يشهده الواقع من تحولات بعد قرارات التمكين، كالسماح لها بقيادة المركبات. وبعض الدراسات وقفت على ظواهر سلبية نحو محتوى رسائل الاحتيال وطرقهم في الإيقاع بالناس، وهي واحدة من الظواهر المؤسفة الشائعة مؤخراً، وكذلك إشكالات العنف الأسري ودراسة الأنماط التصورية التي استخدمتها الصحف السعودية في تصوير ما يحصل من عنف أسري. وجاءت القضية الأخيرة عن التنمر المدرسي، وهي وإن كانت مدونتها غير سعودية لكن التنمر يشكل ظاهرة في كل المجتمعات عربياً وعالمياً.

فكان أن وقفت الدراسات على مجموعة متنوعة من الخطابات والمستعمل اللغوي المتداول في مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر، فيسبوك، انستجرام)، وعددا من المقاطع الشفهية والمقابلات التلفازية، ومن الصحف السعودية، وقامت الباحثات بوصف هذه المدونات وتحليل خطاباتها وفقاً لعدد من المقاربات اللسانية الحديثة؛ كاللسانيات النصية، والتداولية، والتحليل النقدي للخطاب، وتعدد الوسائط، والأنظمة الوظيفية اللغوية، واللسانيات الإدراكية. وهي مقاربات تتناول زوايا مختلفة في استعمال اللغة الطبيعية.

ختاماً لا ننسى أن نتقدم بكل الشكر والعرفان لجامعة الملك سعود وقسم اللغة العربية وآدابها؛ المظلة التي جمعتنا وأنجز تحتها الفريق البحثي المبارك هذا العمل.

الدكتورة ذكرى يحيى القبيلي

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA