نظرية التعلم من خلال الملاحظة

 

 

بعد اطلاعي على كتاب نظريات الاتصال الجماهيري والذي ثابر على تأليفه: د. فلاح بن عامر الدهمشي – جامعة الملك فيصل كلية الآداب – قسم الاتصال والإعلام، د. عادل بن عبدالقادر المكينزي – جامعة الملك سعود – كلية الآداب – قسم الإعلام، أ. عبدالله بن سلطان الأحمد – جامعة الملك فيصل – كلية الآداب – قسم الاتصال والإعلام،

أدهشتني وأثارت انتباهي نظرية نعيشها، نبصرها بكثرة، ألا وهي نظرية التعلم (من خلال الملاحظة).

نظرية التعلم من خلال الملاحظة هي إحدى النظريات الرئيسية في علم النفس التربوي، تعتمد هذه النظرية على فكرة أن الأفراد يمكنهم تعلم سلوك جديد من خلال مشاهدة وملاحظة سلوك الآخرين، بدلاً من الاعتماد على التجارب الشخصية المباشرة، وتتطلب نموذجًا اجتماعيًا في البيئة المحيطة، خصوصًا في فترة الطفولة، ولا بد أن يكون النموذج ذو سلطة أو مكانة اجتماعية رفيعة، كما تنطبق النظرية على الحيوانات أيضا، والذي اشتهر أحد مؤسسي النظرية العالم (باندورا) بتطبيقه الشهير لنظرية التعلم من خلال الملاحظة على القرود، حيث قام بتعليم قرد واحد سلوكًا جديدًا يتمثل في استخدام أداة للحصول على طعام، وقد تعلمت القرود الأخرى هذا السلوك بمجرد مشاهدتها للقرد الأول، أضف إلى ذلك إلى أن هناك عدة أمثلة نشاهدها بشكل شبه يومي في عصرنا هذا، ومن أبرزها على سبيل المثال: تقليد بعض الأفراد لبعض الشخصيات المشهورة في القطاع الرياضي «تحديدًا كُرة القدم «.

كما تذكر هذه النظرية أن يوجد هناك أربع مراحل جوهرية تحفز عملية التعلم من خلال الملاحظة، هي:

ـ الانتباه: لن يتمكن المشاهد من التعلم، إذا لم يكن هناك إدراك عن ما يحدث حوله، ونسبة تحفز مشاعره العاطفية.

ـ الاستذكار: يجب أن يكون المشاهد يذكر السلوك الذي شاهده في وقت آخر، ومدى قدرته على تكرار السلوك، سواء كان التكرار ذهنيًا أو جسديًا.

ـ التطبيق: يجب أن يكون المشاهد لديه القدرة الذهنية والجسدية لفعل ومحاكاة السلوك الذي تمت ملاحظته.

ـ التعزيز / التحفيز: يجب أن يكون لدى المشاهد دافع لفعل السلوك الذي تمت ملاحظته.

 

وكذلك توجد تطبيقات نظرية التعلم من خلال الملاحظة تشمل العديد من المجالات مثل التعليم، والتربية، والعلاج السلوكي، ويمكن استخدامها لتعليم المهارات الاجتماعية والمهنية، وتغيير السلوك غير المرغوب فيه، وتعزيز السلوك الإيجابي.

قد تواجه نظرية التعلم من خلال الملاحظة بعض النقد على سبيل المثال، يعتقد البعض أن هذه النظرية لا تأخذ في الاعتبار العوامل الداخلية أو الديموغرافية للمتعلم مثل المعرفة، المعتقدات السابقة، العادات والتقاليد، العمر، الطبقة الاجتماعية، مستوى التعليم، وغيرها.

وتعد نظرية التعلم من خلال الملاحظة هي إحدى النظريات التي قد لا يغيرها الزمان، ومن الصعب أنها تندثر مع مرور الوقت بسبب وجود الجانب النفسي فيها الذي يقود الفرد إلى تطبيقها، ويساهم في دوامها.

معاذ إبراهيم السويعي

باحث ماجستير / اتصال استراتيجي – جامعة الملك فيصل

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA