علوم الفضاء.. وأهميته في عصرنا الحاضر

 

 

لايخفى على القارئ الكريم ما تمر به خارطة العلم من تغيرات كبيرة في عالم اليوم، فقد نشأت علوم جديدة مثل علوم الحوسبة العديدة وتفرعت علوم أخرى، كالعلوم الطبيةوالإحيائية، وتحاورت العلوم العسكرية والفنون الحربية، والحقيقة أنه لا يكاد فرع من العلم إلا نالته يد التغيير والتطوير، ولا عجب في ذلك، فقد تحول مفهوم طلب العلم من التربية والتعليم إلى البحث والتطوير.

ولعل من أكثر فروع العلم أهمية في هذا العصر، علوم الفضاء، والتي هي امتداد لشغف الإنسان منذ قديم الزمان، بمراقبة السماء والتأمل في الفضاء الرحب، ليكتشف أن تلك النجوم يمكن الاستفادة منها في منفعته، باستخدام مواقعها ومداراتها في تحديد المكان وحساب الزمن تحت مسمى علم الفلك.

واليوم مر علم الفلك بقفزة كبيرة حيث أصبح علمًا للفضاء، وتسابقت الأمم لوضع قدم له فيها، فقد اتضحت الإمكانيات الحقيقية الهائلة التي يتيحها استعمار الفضاء، ولم يعد من خيال أدباء الأدب العلمي، أو إبداعات المخرجين في السنيما، بل أصبح حقيقة واقعة يتحدث بها أكاديمي الجامعات المرموقة وأساتذة الاستراتيجيات الدفاعية.

وقد اتخذت حكومتنا الرشيدة القرار السديد بإنشاء هيئة عامة للفضاء، فتكون أساسًالتنظيم جميع ما يتعلق بالفضاء، ومنطلقًا لما يستجد من توجهات حيال هذا الموضوع.

وقامت هذه الهيئة بما أصبح حديث المجتمع العلمي هذه الأيام، وهو إطلاق مسابقة عامة لعموم الطلاب وهي مسابقة «الفضاء مداك» حرصًا على إشراك الطلاب في جميع مراحل التعليم، مما يدل دلالة واضحة على إدراك الأهمية المستقبلية لعلوم الفضاء، وإعداد جيل واعي بالتوجهات المستقبلية.

إن دراسة علوم الفضاء والتعمق فيها لم يعد خيارًا، بل ضرورة حتمية وسباقًا محمومًاللوصول إلى أسبقيات علمية ومنافع اقتصادية وضروريات دفاعية، تستوجب مجهودًاشاقًا وعملًا جادًا، تعقبه ثمرة يانعة وحصاد وفير، يعم خيره على الجميع بإذن الله.

عبدالله بن عبدالمحسن العبدالكريم

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA