«فعاليات الجامعة» تشكو عزوف الطلاب

 

 

تحقيق: نواف الخميس، عبدالله المزروع

 

 

اتفق عدد من أعضاء هيئة التدريس ومنظمي الفعاليات على وجود ما يمكن تسميته «عزوف» لدى الطلاب عن حضور الفعاليات داخل الجامعة، سواء كانت تلك الفعاليات على مستوى القسم أو الكلية أو الجامعة ككل، وسواء كانت الفعالية ندوة أو محاضرة أو دورة تدريبية، حتى قال أحدهم إن طلاب الجامعة لو خيروا بين حضور فعالية أو الذهاب للمنزل لاختار 90٪ منهم الذهاب للمنزل، لذلك طرحنا هذا التحقيق وسعينا من خلاله لمعرفة حجم «العزوف» وأسبابه، هل هو بسبب تعارض التوقيت أم قلة الحوافز أم غياب الإعلان أم تكرار المواضيع وبُعدها عن اهتمامات الطلاب، كما استطلعنا آراء المشاركين في الحلول المناسبة لهذه الظاهرة والدور الذي يمكن أن تضطلع به صحيفة «رسالة الجامعة» في هذا المجال..

 

 

غياب الحوافز

الطالب عبدالإله العرفج، رئيس الدعم والإمداد في الشراكة الطلابية، يرى أن الإعلانات منتشرة في الجامعة وفي مواقع التواصل الاجتماعي, وأن عزوف الطلاب لسببين الأول تقصير من الطالب نفسه، والثاني غياب التشجيع والتحفيز من قبل أعضاء هيئة التدريس، وقلة المنظمين، حيث بلغ عدد المنظمين قبل أربع سنوات 200 منظم بينما لم يتجاوز هذا العام 60 منظماً، وذكر أنه يجب أن تكون هناك حوافز للمنظمين لكي يعملوا على تطوير الفعاليات ما يؤدي إلى زيادة الطلاب المشاركين في الفعاليات، منتقداً غياب «حلقة وصل» بين أعضاء هيئة التدريس والمنظمين.

 

رغبة شخصية

من جانبه أوضح راشد التميمي، طالب في كلية العلوم، أنه حضر الكثير من الفعاليات وأنه يرى وجود تشجيع من قبل أعضاء هيئة التدريس ولكن ليس بالصورة المطلوبة، لافتاً إلى أن حضور الفعاليات والمشاركة فيها يجب أن يكون عن رغبة شخصية بهدف اكتساب الخبرة، وبيّن أن الإعلان عن الفعاليات يفضل أن يكون عن طريق مواقع التوصل الاجتماعي فهي مناسبة للجميع، ويمكن لصحيفة رسالة الجامعة القيام بدور أكبر في هذا المجال عبر الإعلان عن تلك الفعاليات من خلال صفحة «الأجندة» بالتنسيق مع الجهات المنظمة.

 

أهمية التنسيق

أما الطالب عبدالله الصغير، مشرف اللجنة الاجتماعية بنادي الهندسة الصناعية، فيرى أن حضور الطلاب للفعاليات يعتمد على وقت الفعالية ومدى ارتباطها باهتماماتهم وتخصصاتهم إضافة لكونها جاذبة ومبتكرة، وذكر أنهم دائما ما يقدمون الجوائز لتشجيع الطلاب على الحضور ولا يرى أن هناك عزوفاً عن الفعاليات التي يقدمونها، وأوضح أن هناك تنسيقاً مع أعضاء هيئة التدريس لتحفيز الطلاب على حضور الفعاليات، وأكد أنهم يزودون صحيفة رسالة الجامعة بالفعاليات المقدمة لنشرها، لافتاً إلى أنه يفضل فعاليات الجامعة عن الفعاليات الخارجية.

 

دور الأندية

كذلك يرى نواف أبا الخيل، طالب في كلية الهندسة، أن الأندية الثقافية تقوم بعملها على أكمل وجه وأنه يتعرف على الفعاليات المقدمة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ويفضل فعاليات الجامعة على الفعاليات الخارجية، لكنه لا يرى تشجيعاً من قبل أعضاء هيئة التدريس للطلاب لحضور الفعاليات.

ووافقه عبدالعزيز الصيني، طالب في كلية الهندسة، في عدم وجود تشجيع من قبل أعضاء هيئة التدريس لحضور الفعاليات، مشيراً إلى أن الأندية تلعب دوراً كبيراً في تحفيز الطلاب، وبين أنه يفضل الفعاليات الخارجية عن الفعاليات التي تقدمها الجامعة لأنها خارج النطاق التعليمي.

 

فن الإعلان

سليمان البصيص، طالب في كلية الحقوق والعلوم السياسية قال إنه حضر الفصل الماضي 5 فعاليات أما الفصل الحالي فلم يحضر إلا فعالية واحدة نظرا لانشغاله بالجدول الدراسي، وأضاف أنه يعتقد بوجود تشجيع من أعضاء هيئة التدريس لحضور الفعاليات، وعن الحوافز قال في الغالب تقتصر على شهادات حضور تضاف بعض الأحيان للسجل المهاري، وأشار إلى أن الإعلان عن الفعاليات فن ولا يجذبه أو يثير انتباهه إلا في حالتين الأولى الموقع الاستراتيجي لإعلان الفعالية بحيث يكون عند المدخل الرئيسي، والثانية الإعلان في مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«سناب شات».

 

لا تستحق الحضور

بدوره أكد صقر العنزي، طالب بكلية اللغات والترجمة، أنه حضر 4 فعاليات فقط طوال مشواره الدراسي غالبيتها خارج الكلية، ويرى أن الفعاليات التي تنظمها الكلية لا تستحق الحضور وبعيدة عن تخصصه الدراسي، كما أن تشجيع أعضاء هيئة التدريس للطلاب لحضور الفعاليات قليل، وبخصوص الإعلان عن الفعاليات بكلية اللغات والترجمة يقول إن الإعلانات قليلة والمواضيع مستهلكة وغير متجددة، ويضيف أن التنسيق والتنظيم ضعيف جدا، حيث تم الإعلان عن فعالية بأنها تبدأ الساعة 12 ظهرا، ثم تفاجأنا بأنها بدأت الساعة 11 صباحا، دون إخبارنا.

 

لا تناسبه

خالد المشيري، طالب في كلية العلوم، لم يحضر أي فعالية في الجامعة طوال مشواره الدراسي، ولا يرى أن هناك تشجيعاً أو تحفيزاً من قبل أعضاء هيئة التدريس للطلاب لحضور الفعاليات أو التفاعل معها، مشيراً إلى أنه يفضل الفعاليات الخارجية عن الفعاليات التي تقدمها الجامعة باعتبار أن فعاليات الجامعة لا تناسبه شخصياً حسب قوله.

**********

بووووكس 1

 

د. النوفل: استضفنا تركي الفيصل وعادل الجبير

 

الدكتور عبدالعزيز النوفل مشرف الأنشطة الطلابية بكلية الحقوق والعلوم السياسية، يرى أن حضور الطلاب للفعاليات متفاوت حسب وقت الفعالية وأهمية المحاضرة والمحاضِر والحوافز التي تقدم لهم، فذلك يحملهم على الحضور حتى لو كانت الفعالية في غير أوقات الدوام الرسمي.

وقال: لعل أهم حافز لحضور الطلاب هو اختيار المحاضِر ونوعية المحاضرة وارتباطها بالمادة العلمية المقدمة للطلاب، وأيضا تحفيز الطلاب عن طريق منحهم شهادات حضور، وأحيانا نلجأ لوضع أسئلة عامة عن الفعالية ومكافأة الطلاب بجوائز رمزية، نحرص أن تكون متعلقة بتخصصهم لكي تعطيهم فائدة في تخصصهم العلمي.

وحول عزوف الطلاب عن الفعاليات يرى الدكتور النوفل أن ذلك عائد لعدم إدراك بعض الطلاب لأهمية الأنشطة وأنها سبب في زيادة ثقافتهم وتحصيلهم العلمي، حيث إن الأنشطة غير الصفية تصقل شخصية الطالب، وعلاج هذه المشكلة يكون عبر تنبيه الطلاب وتثقيفهم بهذه المسألة.

وعن التنسيق مع أعضاء هيئة التدريس لتشجيع الطلاب على حضور الفعاليات قال النوفل: نحرص دائما في بعض الفعاليات التي نظن أن الحضور سيكون قليلاً فيها مع أهميتها، خصوصا إذا كان مقدم الفعالية شخصية مهمة أيضا، في مثل هذه الأوضاع نلجأ إلى بعض الزملاء لحملهم على الحضور مع طلابهم، أيضا نحرص على أن يؤكد أعضاء هيئة التدريس على أهمية تلك المحاضرات والفعاليات لطلابهم.

وحول أهمية اختيار الشخصيات المناسبة لجذب الطلاب أكد النوفل أهمية مراعاة هذا الجانب وأخذه بعين الاعتبار، مع الحرص على أن يكون اللقاء مع أعضاء هيئة التدريس أقل مقارنة مع الاستضافات الخارجية، وأن يكون الضيوف من الصفوف الأولى المتخصصين في مجالات الحقوق والعلوم السياسية كسمو الأمير تركي الفيصل ومعالي وزير الخارجية عادل الجبير الذين تمت استضافتهم في الكلية.

*********

بووووكس 2

 

د. الحمدان: 90٪ يحضرون لأجل الدرجات فقط

 

الدكتور بندر الحمدان وكيل كلية اللغات والترجمة للشؤون الأكاديمية والمشرف على الأنشطة والفعاليات، قال: كنا نظن سابقا أن المشكلة تتعلق بجودة الإعلانات ومدى انتشارها، إلا أنه وبعد تجربة تغير هذا الاعتقاد لدينا، حيث سجل في إحدى الفعاليات ما يقارب 150 شخصاً لكن الذين حضروا لم يتجاوزوا 35 شخصاً!

ويرى الدكتور الحمدان أن أحد أسباب عزوف الطلاب عن الحضور يرجع لعدم وجود آلية تتعلق بالجوائز أو الحوافز التي تقدم لهم، والحافز الأكبر للطلاب هو التحصيل الدراسي المتعلق بالدرجات، وهذا لا يعني عدم وجود طلاب يسعون للحضور من أجل اكتساب المعارف والعلوم، ولكن 90% يحضرون لأجل الدرجات. 

وأضاف: بعض الطلاب لو خير بين حضور فعالية من الفعاليات أو الذهاب للمنزل لذهب للمنزل! وأردف قائلا: هناك عزوف عام من الطلاب عن حضور الفعاليات ونحن نحاول جذبهم لها بكافة الطرق والسبل، وأنا أجزم أن المستقبل يحمل الكثير مما سيحقق رغبات الطلاب. 

أما بخصوص مواضيع الفعاليات وأنها غير شيقة ومستهلكة وغير مبتكرة، فقال: نحن متجهون نحو طرح مواضيع نوعية تهم طالب كلية اللغات الترجمة، وهوية النشاط في كلية اللغات والترجمة في ظني أنها يجب أن تعكس هوية الكلية.

وعن الحوافز قال الدكتور بندر إنها تشمل حوافز مادية، أو اشتراكات وهدايا من متاجر خارجية، وكذلك الرفع بأسمائهم لإضافة ساعات حضور هذه الفعاليات في السجل المهارى، وتقديم شهادات حضور.

وحول التواصل مع صحيفة رسالة الجامعة لنشر الفعاليات في صفحة الأجندات، قال الدكتور بندر: سبق وتواصلنا مع رسالة الجامعة وللأسف لم يتم النشر وهذا يجعل دافعية الزملاء الذين يعدون التقارير التي ترفع للصحيفة ضعيفة جدا، واقتراحي أن يكون هناك تنسيق فعال من خلال قالب إلكتروني بين الكليات ورسالة الجامعة لنشر الفعاليات بشكل سهل وسريع.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA