Skip to main content

دردشة إعلانية

آفاق أكاديمية

المقال الفارط –كما يقول إخواننا المغاربة- تم ضغطه بطريقة باتت الأحرف شبه متداخلة، مما قد يصيب قارئه بالحول، وكم كان بودي لزميلنا الإعلامي البارز د.فهد الطياش المشرف على التحرير أن قدم لقارئه الكريم إهداء نظارات قراءة تعينه في رؤية الكلمات والجمل.. ولكن بالطبع دوماً رؤساء التحرير عينهم على المورد المالي، فهو عصب الحياة رضي المحررون أم أبوا.

ولا شك أن العامل الاقتصادي بات هو المؤثر ليس على مستوى الوسائل الإعلامية فقط، بل والاجتماعية والسياسية وغيرها من مجالات الحياة. واستمرار أي وسيلة إعلامية يعتمد بالأساس على الموارد المالية في تغطية احتياجاتها التشغيلية من محررين وطاقم فني ومكان وتوزيع.. فضلاً عن الإفادة من الموارد في تطوير التجهيزات الفنية أو الكوادر العاملة بما يضمن تنافسية ناجحة.

ودوماً تشهد صالات اجتماعات المؤسسة الإعلامية صراعاً مريراً بين قطبي رحى الإعلام وهما التحرير والإعلان. فكل منهما يريد أن يستأثر بمساحات أكبر من الوسيلة على حساب الآخر.. ودومًا هناك اختلاف في دوائر المؤسسات الإعلامية بين أقسام التحرير وأقسام الإعلان.. وللأسف دومًا يخرج الأخير منتصرًا.. وينحاز –عادة- زملاؤنا رؤساء التحرير في الوسائل الإعلامية. فلسان حالهم يردد مقطع «أنا قلبي ليك ميال»!

ينظر قادة الهرم في المؤسسة الإعلامية نظرة تجارية –أو إن شئت اقتصادية-  فعيونهم دومًا تتجه نحو الأرقام التي تمثل زيادة في الموارد المالية، وذلك للوفاء بمتطلبات العمل والمستجدات لتحسين الأداء فضلاً عن «المكافآت».. وعليه فإن النظرة الإدارية لقطاع التحرير باعتباره «مركز تكلفة» واستهلاك مالي.. بينما قطاع الإعلان ينظرون له باعتباره «مركز ربحية»، وبالتالي ينعم زملاؤنا في أقسام الإعلان بالدلال والاستجابة السريعة لمطالبهم وإرضائهم حرصاً على تعزيز المورد المالي.. الذي سيسهم في رفع أسهم الوسيلة.

ولكن.. كلمة حق في أسلوب د. فهد الطياش -صاحب التاريخ في بلاط صاحبة الجلالة-.. أن السياسة التي يتبعها تتسم بالرصانة الأكاديمية والحرص على إبقاء مساحة تحريرية معقولة وتنشيطها، وهي السمة الغالبة التي تطبع التوازن بين قطاعي التحرير والإعلان في صحيفتنا الغراء.. 

والناظر إلى محاولاته التطويرية يشهد التطبيق الذي تم إطلاقه والذي يمثل مواكبه للتقنيات الحديثة في الإعلام الاجتماعي، تسهل عملية الدخول إلى رسالتنا من خلال أجهزة الجوال الذكية.. 

بقي أن نقول إن الأمل لمساحة أوسع لمناقشات الطلاب وطروحاتهم في حوارات حيوية تنعكس إيجاباً في تعزيز مشاركاتهم وإسهاماتهم لخدمة المسيرة التعليمية التي تنشدها جامعتنا.

د. عادل المكينزي

makinzyadel@ksu.edu.sa