إطلاق برنامج «Gamification» لتحفيز ورفع أداء الموظفات بالمدينة الجامعية للطالبات
يعد تصنيف الأداء المؤسسي أداة لقياس قدرة المنشآت على بلوغ أهدافها وتحقيق التقدم المطلوب، وتتبنى برامج الجودة والتطوير عدة تقنيات معدة لقياس نجاح المنظمات في تحقيق أهدافها المحددة ضمن خططها الاستراتيجية مثل مؤشرات الأداء، والتي توضح قدرة المنشأة على تحقيق أهدافها من خلال استراتيجياتها، ويتم قياس وتحديد مؤشرات الأداء بناء على معايير تحددها طبيعة مهام ونشاطات المنشآت سواء كانت تعليمية أو غير ذلك من الخدمات.
تطوير تنظيمي
أوضحت الدكتورة عبير الحربي عضو لجنة تطبيق الطرق التحفيزية في أداء الموظفين، أن مفهوم التطوير التنظيمي يتمثل في وضع خطة استراتيجية مدروسة الخطوات لتحسين أداء المنشأة، ويكون ذلك من خلال الاستعانة بأدوات حديثة وأفكار جديدة وخبراء مختصين في مجالات تقنية متعددة ليتم الحصول على أقصى عائد أو ناتج من المنشأة أو المؤسسة المرغوب في تحسين أدائها ومعالجة مشاكلها وتفادي أخطائها الحالية مستقبلاً.
تحول رقمي
يشكل التحول الرقمي محوراً رئيساً من أهداف رؤية المملكة 2030، الأمر الذي حفز جامعة الملك سعود للعمل بوتيرة أسرع، من أجل مواكبة هذا التحول من خلال ابتكار برامج جديدة وفريدة تساهم في رفع جودة أداء الموظفين وتسهيل الإجراءات التي انتقلت من أشكالها التقليدية إلى أشكال إلكترونية بما يتوافق مع ما تشهده كافة قطاعات المملكة في مجال التحول الرقمي.
محاور التصنيف
وأكدت الحربي أن المدينة الجامعية للطالبات كان لها الأسبقية في تحقيق تصنيف الأداء المؤسسي من خلال دراسة على مستوى الوكالات والعمادات المساندة والإدارات والكليات الأكاديمية بجميع أقسامها واعتماد مؤشرات تصنيف في عدة محاور وهي: الالتزام بأوقات الدوام، والجوانب الأكاديمية، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، ورضا المستفيدين.
بيانات مفصلة ومعايير فرعية
وأشارت الدكتورة عبير أن تطبيق برنامج التصنيف المؤسسي تم بأحدث الطرق الحسابية والإحصائية وباستخدام معايير فرعية تصب في المؤشر الرئيسي من خلال بيانات مفصلة من الجهات المعنية بالتصنيف، وعرضت النتائج على الجهات كل ثلاثة أشهر خلال العام الدراسي 1437-1438هـ للاعتماد والتحفيز لرفع مستوى الأداء.
المراكز الثلاثة الأولى
وأعلن خلال «لقاء إنجاز» للعام 1438هـ الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى من الإدارات ومن الكليات بعد تطبيق معايير التصنيف. وساهم تحديد مؤشرات الأداء وقياسها وعرضها على الجهات في رفع مستوى الأداء والإنتاجية وقياس جودة الخدمات المقدمة، ومن دون القياس يصبح نظام الجودة جامداً دون أي تحسينات، فالقياس ضروري لضبط وتحسين الجودة.
المستوى الفردي
بعد الانتهاء من تطبيق معايير تصنيف الأداء على المستوى المؤسسي، طرح تساؤل كيف يمكن تطبيقه على المستوى الفردي داخل الجهات التابعة للمدينة الجامعية للطالبات؟ وكيف يمكن لهذه النتائج أن تخدم الجامعة بمخرجاتها ومنسوبيها؟ لا شك أننا في المدينة الجامعية للطالبات نهدف إلى رفع الأداء والإنتاجية وتطبيق أعلى معايير الأداء المؤسسي، ويأتي ذلك من خلال تطبيق هذه المعايير على مستوى المنسوبات أو الجهات وباستخدام أحدث التقنيات، حيث ظهرت في الآونة الأخيرة آليات حديثة متمثلة في المسابقات الإلكترونية والتي يمكن تطبيقها خارج بيئتها الترفيهية لخلق تجارب مثيرة للاهتمام بين المتسابقين في جو من الحماس والروح المعنوية لإتقان العمل؛ منها برنامج Gamification لتحفز أداء الموظفين ورفع جودة عملهم للحصول على المزيد من الإنتاجية وأعلى مستوى من الجودة.
ألعاب ومسابقات
ولفتت الدكتورة الحربي إلى أن هذه الآليات تستخدم مبدأ الألعاب والمسابقات وتُكرم المتميزين بتوزيع الميداليات والمكافآت لهم وتعاملهم مثل المتسابقين في مسابقة أو لعبة إلكترونية فبناءً على أداء الموظف يستطيع الحصول على نقاط وميداليات ويزيد من رصيده وهذا يؤهله للحصول على المميزات الإدارية والمكافآت.
الدوام والإنتاجية
وأكدت أن إطلاق البرنامج سيتم على مرحلتين، الأولى تستهدف قياس مستوى الحرص على أوقات الدوام، والذي بدوره يؤثر تأثيراً مباشراً على أداء الموظف، والمرحلة الثانية هي قياس مستوى إنتاجية الموظف بناءً على المهام الموكلة إليه وسرعة إنجازه لها.
المرحلة الأولى
المرحلة الأولى سيبدأ إطلاقها وتنفيذها في شهر نوفمبر 2017م في المدينة الجامعية للطالبات والتي ستُصنف أداء الموظفات بكل إدارة في المدينة الجامعية للطالبات بحيث يظهر اللون الأحمر لمن قل انضباطهن عن 70% واللون الأخضر لمَن تجاوز مستوى حرصهن على أوقات الدوام الرسمي 85%، واللون الأصفر لـلفئة ما بين 70% و85%، ويوزع البرنامج ميداليات للموظفين الحاصلين على مستوى انضباط 100%، وبذلك يستطيع المدير المباشر تحديد مستوى الانضباط في إدارته.
تصنيف شهري
البرنامج صُمم بحيث يتم إدخال بيانات الموظفين ببساطة من برنامج البصمة بشكل شهري، والبرنامج بدوره يقوم بإجراء الحسابات اللازمة على عدد الأيام الفعلية التي كان الموظف فيها على رأس العمل، وبذلك يظهر شهرياً تصنيف كل موظف في كل إدارة. كما أن وجود تصنيف شهري للموظفين ورسومات توضيحية لإحصائيات كل إدارة يساعد المدير المباشر في معالجة ظاهرة عدم انضباط بعض الموظفين، وتسليط الضوء على الموظف المنضبط والمثالي في حضوره وتواجده على رأس العمل، حيث سيرى كل موظف بنفسه تصنيفه ومدى تأثير انضباطه على إحصائيات إدارته وتصنيفها بين باقي ادارات الجامعة. ويمكن للإدارة متابعة أداء كل موظفيها والمفاضلة بسهولة فيما بينهم ومكافأة الموظف عند حصوله على رصيد معين من الميداليات خلال أشهر العام.
أسبوع تعريفي
يبدأ إطلاق البرنامج بأسبوع تهيئة تعريفية له من خلال رسائل البريد الإلكتروني لكافة منسوبات الجامعة بشعار حملة «معاً للتميز»، ومن ثم سيكون هناك أسبوع تدريب لمرشحات من كل إدارة، حيث سيتم تدريبهن على آلية تطبيق البرنامج في إداراتهن والحصول على التصنيف الشهري، ويمكن من خلال تصنيف البرنامج لكل إدارة تسليط الضوء على الموظفات الملتزمات بأوقات الدوام ومكافأتهن، كما ستقوم لجنة تحفيز الموظفين نهاية العام بتكريم الإدارات التي سجلت أكبر تحسن ملحوظ في التزام موظفاتها بعد تطبيق برنامج Gamification.
تحول نوعي
وختمت الدكتورة عبير الحربي بالقول إن هذا البرنامج يسهم في التحول النوعي للخدمات الإدارية والكفاءة المؤسسية لجامعة الملك سعود وزيادة إنتاجيتها، ويؤكد على تميز الجامعة وتفردها ومدى تأثيرها في المجتمع وسعيها نحو الريادة العالمية.