أفضل السبل والعوامل لتعلم لغة ثانية
قد يتساءل البعض عن أفضل السبل والعوامل التي تزيد وتعزز كفاءة الفرد اللغوية، واستكمالاً لحديثي السابق عن أهمية السعي لاكتساب الملكة اللغوية بدرجة عالية تساعدنا في بناء العلاقات الاجتماعية بصورة أكثر إيجابية، وذلك في العدد «1345» من صحيفة رسالة الجامعة، أقول ثمة عوامل تؤثر في سرعة ونجاح تعلم اللغة الثانية بشكل عام، وتنقسم هذه العوامل إلى: ظروف بيئية معيشية، وصفات خاصة بالمتعلم.
أولاً: الظروف البيئية المعيشية تشمل مدى إمكانية الاحتكاك والتواصل اللغوي بين متعلم اللغة الثانية والناطقين بها الأصليين، كما تؤدي الحالة الاجتماعية والاقتصادية دورها في نجاح وسرعة اكتساب اللغة، بالإضافة إلى نوع البرنامج الذي يتلقى من خلاله المتعلم اللغة الثانية «الحسيني عبدالله، اكتساب اللغة الثانية، 2000م».
ثانياً: الصفات الخاصة بالمتعلم تشمل مؤثراث العمر والاستعداد اللغوي والأساليب الإدراكية ثم الصفات الوجدانية، ولا شك أن الصفات الخاصة بالمتعلم لها علاقة وثيقة بموضوع سرعة اكتساب اللغة، أكثر من الظروف البيئية والمعيشية، وسوف أفصل الحديث عنها فيما يلي.
من حيث العمر، يتعلم الأطفال اللغة الثانية بسهولة ويسر وإتقان أكثر من البالغين والكبار، مما أدى لظهور فرضية علمية تقول بوجود فترة في عمر التعلم تعتبر مثالية لتعلم لغة ثانية، وتقوم هذه الفرضية على فكرة وجود صفة بيولوجية عصبية خاصة بوظيفة الدماغ البشري وطريقة نموه، فالمخ هو الجزء المسؤول عن النمو اللغوي وينقسم إلى منطقة يمنى تتحكم بالنصف الأيسر من الجسم وتقوم بالوظائف العاطفية، ومنطقة يسرى تتحكم بالنصف الأيمن من الجسم وتقوم بالوظائف التحليلية والفكرية والمنطقية ومسؤولة عن اللغة لدى البالغين. «الحسيني عبدالله، اكتساب اللغة الثانية، 2000م».
العنصر الثاني في الصفات الشخصية يتمثل في القابلية والاستعداد، ولا شك أن هذه الصفة أو الموهبة يحملها الأطفال منذ الولادة، وهي متفاوتة من شخص لآخر مما حدا ببعض الباحثين إلى ضرورة تقديم اختبارات للكشف المبكر عن إمكانية نجاح دارسي اللغة في الكليات والجامعات، مثل اختبار الاستعداد اللغوي لكارول وسابون، واختبار جهاز الاستعداد اللغوي لمسلر «المرجع السابق».
الأساليب الإدراكية تدخل أيضاً في نطاق الصفات الشخصية ويقصد بها الاختلافات الشخصية الثابتة في تنظيم وتوظيف الإدراك الإنساني، وتنقسم الأساليب الإدراكية إلى: أسلوب الحقل المستقل وأسلوب الحقل غير المستقل، أسلوب التأني وأسلوب الاندفاع، أسلوب التصنيف الضيق وأسلوب التصنيف الواسع.
ختاماً: هناك الصفات الوجدانية، وهي التي تتعلق بشعور وعاطفة الإنسان، وتشمل: الاتجاه: حالة استعداد نفسي وعصبي وعقلي تجاه اللغة الثانية وأهلها. الحافز بنوعيه النفعي والاندماجي، والشخصية بضروبها الانطوائية والاجتماعية والتقمص «المرجع السابق».
عبدالسميع أولوافيمي مفتاح الدين
معهد اللغويات العربية
نيجيريا