نصائح وتوجيهات لطالب الدراسات العليا
من الطبيعي جداً أن يواجه طالب الدراسات العليا العديد من المعوقات والتحديات أثناء مشواره البحثي حتى الحصول على الدرجة العلمية المطلوبة، وقد ترجع أغلبية تلك المشكلات إلى عدم الإلمام ببعض الأمور الأساسية الهامة والتي يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار.
في مقالي هذا حاولت جاهداً تزويد أبنائنا وبناتنا طلاب وطالبات الدراسات العليا بأهم النصائح والتوجيهات لمساعدتهم في إكمال رسائلهم العلمية بنجاح، مع الأخذ بعين الاعتبار الدور الرئيسي والمهم للمشرف أو المشرفة على الرسالة «سواءً الماجستير أو الدكتوراه».
يكمُن دور المشرف أو المشرفة على الرسالة في التالي: المساعدة على إنجاز رسالة علمية مناسبة للدرجة التي تُكتب من أجلها، تقديم المشورة العلمية عند الحاجة، المساعدة والتوجيه على حل المشكلات، تقديم التغذية الراجعة بعد مراجعة ما يتم إنجازه من إجراءات وكتابة، الحث على الاعتماد على النفس في كيفية الحصول على معلومة في التخصص بالطرق الصحيحة، التوجيه فيما يخص كيفية إعداد المقالات العلمية ونشرها في الدوريات المتخصصة، المساعدة على طريقة إعداد خطط المشروعات البحثية في مجال التخصص، التعريف بالباحثين والباحثات في مجال التخصص الدقيق وأهم المراجع والدوريات العلمية ذات العلاقة.
ولطالب أو طالبة الدراسات العليا صفات يجب أن تتواجد فيهم مثل: الحماس والاهتمام، الدقة في حضور المواعيد والاجتماعات مع المشرف أو المشرفة، سماع التوجيهات وتنفيذ ما يطلبه منه مع التحضير قبل مقابلة المشرف والاستعداد لذلك، التفاؤل والإيجابية وتحضير بعض الأفكار والحلول لبعض المشكلات، القراءة الجيدة المتمعنة.
بالإضافة لتلك الصفات يلزم وجود مهارات لدى طلاب وطالبات الدراسات العليا وهي تشمل المهارات الأساسية والمهارات المكتسبة، أما المهارات الأساسية فهي عبارة عن مهارات يجب أن يتمتع بها طالب الدراسات العليا الذي يرغب الصعود في سلم البحث العلمي والدراسات العليا ومواصلة طريقه العلمي حتى ينال الدرجة العلمية.
من أهم المهارات الأساسية: الميول الفطري لطلب العلم والتعلم «الرغبة»، قوة الملاحظة «المعرفة»، الأمانة العملية «الالتزام»، الصبر والتحمل «الاستمرارية»، الثقة في النفس «التطوير»، الطموح والمنافسة مع الآخرين «التحدي».
أما المهارات المكتسبة فهي المهارات التي يتعلمها طالب الدراسات العليا ويتدرب عليها من أجل إكمال دراساته العليا ومواصلة البحث العلمي، ولا بد أن يكتسبها أثناء رحلته العلمية، وتشمل الإلمام بأنظمة الدراسات العليا وقواعد البحث العلمي وأخلاقياته «الاطلاع»، القراءة المتواصلة «التطوير»، إتقان اللغة الإنجليزية ومهارات الحاسب الآلي «التدريب»، استخدام وسائل البحث المتعددة: ميدانية – مكتبية – إلكترونية «البحث».
من المُعوقات التي يمكن أن تواجه طالب الدراسات العليا: التسرع في اختيار موضوع البحث، الضعف العلمي وعدم الإلمام بأساليب كتابة البحوث، عدم الثقة في النفس والقدرة على البحث بالشكل الصحيح من المصادر الموثوقة، عدم الإلمام باللغة الإنجليزية والحاسب الآلي، عدم التفرغ التام، الحرص على إنجاز الرسالة بأسرع وقت وأقل جهد.
وبالنسبة لموضوع الرسالة هناك أسئلة مهمة يجب الإجابة عليها قبل تحديد موضوع الرسالة وهي: هل يمكن كتابة رسالة عن الموضوع؟ هل سيضيف شيئاً للمعرفة في مجال الاختصاص؟ هل يستحق ما ستبذله من جهد؟ هل لديك القدرة في البحث وتعلم كل ما يتعلق به؟ هل بمقدورك القيام بكل ما هو مطلوب منك لإنجاز الرسالة؟
ختاماً يجب على طالب وطالبة الدراسات العليا الأخذ بعين الاعتبار التالي: مقابلة المشرف أو المشرفة على الرسالة بشكل دوري، أن يكون لك مقياس لمؤشرات أداء خاص بك، التركيز على القراءة الجيدة، معرفة الطريقة الصحيحة لكتابة الرسائل العلمية، توثيق المعلومات وكتابة مراجعها، عدم التسرع في إنجاز الرسالة وأخذ الوقت الكافي لذلك، وضع جدول زمني محدد، المهم هو الكيف وليس الكم «جودة الرسالة». قال ابن المبارك: «لا يزال المرء عالمًا ما طلب العلم، فإذا ظنّ أنَّه قد علم فقد جهل».
د. سطام عبدالكريم المدني
كلية العلوم ـ قسم الجيولوجيا والجيوفيزيا