الطاقة الحرارية الجوفية
هي مصدر طاقة بديل ونظيف ومتجدد، وهي طاقة حرارية مرتفعة ذات منشأ طبيعي مختزنة في الصهارة في باطن الأرض، ويقدر أن أكثر من 99% من كتلة الكرة الأرضية عبارة عن صخور تتجاوز حرارتها 1000 درجة مئوية.
ترتفع درجة الحرارة بزيادة تعمقنا في جوف الأرض بمعدل نحو 2.7 درجة مئوية لكل 100 متر في العمق، أي أنها تصل إلى معدل 55 درجة مئوية على عمق 2 كيلومتر، وتستخدم الطاقة الحرارية بشكل أساسي في توليد الكهرباء، ويعود استعمال الطاقة الحرارية إلى أكثر من 10.000 سنة عندما استخدم الهنود الحمر الينابيع الساخنة لطهي الطعام.
لا تتوفر الطاقة الحرارية بصورة مباشرة في الطبيعة إلا فيما يصل الأرض من حرارة الشمس والحرارة الجوفية للأرض، وهذا ما يجعل الحرارة الجوفية سهلة الاستغلال فهي طاقة مستدامة وواسعة الانتشار.
يقدر احتياطى الطاقة الحرارية الجوفية في حزام عمقه 2000 متر تحت سطح الأرض ما يعادل ما ينتجه 250 مليار طن من الفحم من الطاقة، نظريًا يمكن أن يغطي هذا المقدار من الطاقة حاجة العالم من الطاقة لمدة 100000 سنة قادمة.
هناك عدة ايجابيات للطاقة الحرارية الجوفية، من أهمها أنها طاقة متجددة ومتوفرة بكميات كبيرة جداً، وغير مضرة للبيئة، ولا تسبب أي تلوث سواء في استخراجها أو في تحويلها أو استعمالها ومن مميزاتها ايضا المردود العالي للطاقة المستخرجة.
رغم كل مميزات الطاقة الحرارية الجوفية، والتي جعلتها في طليعة مصادر الطاقة البديلة المستقبلية، إلا أن هناك عوامل تصعب انتشارها على الأقل في وقتنا الحالي، ومن أبرز تلك العوامل ارتفاع كلفة إقامة محطات توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الحرارية الجوفية، ويرجع السبب في ذلك إلى صعوبة حفر آبار بأعماق سحيقة قد تصل إلى عمق 5 كيلومترات ووسط درجات حرارة مرتفعة وبأعداد كبيرة تتيح إنشاء محطة قوى متوسطة القدرة.
م. مشعل ناصر آل كدم
مركز الدراسات الزلزالية