Add new comment

أساتذة مؤثرون عرفتهم «2ـ2»

 

 

 

... ومن فئة زملاء ممشى سكن أعضاء هيئة التدريس، سأبدأ بقامة وطنية كبيرة ممثلة في أستاذي الدكتور عبدالله الغذامي تخصص لغة عربية، وهو الذي اعتذر عن عضوية مجلس الشورى في دورته الأولى ليتفرغ للبحث والتدريس، وعرض التدريس بمجانية بعد حصوله على التقاعد وعدم رغبته في التعاقد ولازال يبحث ويؤلف وينشر، ومثله من عمل مجانًا في التدريس بعد التقاعد كل من أ. د. عبدالعزيزالمانع الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية، أ. د. حمود البدر أمد الله بعمرهما.

أبو غادة، وكان يفرح عند ندائه بهذه الكنية، عاصر حقبات مهمة في تاريخ المملكة العربية السعودية، وكان نبراسًا للنقد الأدبي السعودي وساهم في تكوين الهوية الوطنية السعودية وضرب بها مثلاً أعلى من خلال شهادة طلبته وقرائه ومريديه، وكنت أحرص كثيراً على المشي بمضمار الحي السكني لأعضاء هيئة التدريس قبل الغروب تشوقا للقائه والاستمتاع بحديثه والإجابة على كثير من فضول التساولات الفكرية والتاريخية والاجتماعية، مما عزز الركن الفلسفي لدي.

يتصل بذلك زملاء آخرون طالما التقيتهم في ممشى سكن الجامعة مثل الزميل أ. د. صالح العنزي يرحمه الله، تخصص لغة فرنسية بكلية اللغات والترجمة، وهو المتعمق في أصول الترجمة حيث كان يفتت الكلمة الأعجمية اللاتينية إلى جذرها ومعناها، مما أثرى معرفتي بتأثير اللغة الفرنسية على اللغة الإنجليزية.

ومنهم أ. د. عبدالقادر الحيدر يرحمه الله تخصص صيدلة، لإسهابه في استخدام الأدوية والعقاقير وأثرها على المريض، وأخيرًا أستاذا اللغة العربية أ. د. صالح الفريح وأ. د. صالح العمير، واللذان حببا لي القراء والكتابة باللغة العربية، فضلاً عن إفادتي بتاريخ وتراث مدن وقرى القصيم.

ولا يفوتني هنا ذكر الدكتور إياد الفارس أستاذ طب الأسرة بكلية الطب والذي طالما أبهرني بأسلوبه البسيط لشرح تشخيص الأمراض العامة وطرق علاجها، وأخيرًا أشير إلى أ. د. عامر المطير أستاذ الجغرافيا السكانية وكان ملمًا بالخصائص الاقتصادية والاجتماعية لأحياء الرياض.

ومن كلية الزراعة، تشرفت بمعرفة الثنائي الذهبي فيها وعضوي مجلس الشورى السابقين، أ. د. محمد القنيبط؛ ضمير الأكاديميين في طرحه وجرأته في فكره الاقتصادي والاجتماعي المستنير، وأ. د. باسم البراهيم يرحمه الله، والذي حول مكتبه بالجامعة إلى مركز إشعاع في البحث العلمي الزراعي ولملمة زملاء المهنة من كل بقعة في أرض المملكة.

كما وجدت في الدكتور محمد الأحمد أستاذ الإعلام والكاتب الصحفي نعم الجار والصديق الودود حيث نختلف في قلة ونتفق في أغلبية المحاورات الساخنة ووجهات النظر في أمور الحياة، وهو الذي دفعني وشجعني ونقح مقالاتي العديدة السابقة والمنشورة في صحيفة رسالة الجامعة وغيرها.

هؤلاء الكبار الذين أتيحت لي الفرصة بالتعرف عليهم، ومثلهم الكثير ممن لا أعرفهم، قدموا للوطن خدمات بلا حدود في كل المجالات التنموية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، من خلال فكرهم وحسهم ووطنيتهم عندما كانوا على رأس العمل، بل ولا زالوا يشاركون ويؤثرون في رفع وعي بنات وأبناء الوطن على الرغم من تحديات تقدم السن وظروفهم الصحية والأسرية.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يأجرهم ويديم صحتهم ويحسن خاتمتهم وأن يحافظ الجيل الحالي من الباحثين والدارسين والقارئين لهم على المكتسبات المعرفية والعلمية والتراثية وتطويرها لينقلوها لجيل طلبتهم وأبنائهم بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030م.

أ. د. إبراهيم الحماد 

هندسة مدنية

0
No votes yet
CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA