أهمية الملَكة اللغوية في العلاقات الاجتماعية
لا تخلو العلاقات الاجتماعية من وسيلة للتواصل والتفاهم، وأكثر وسائل التواصل والتفاهم انتشاراً وقبولاً ورُقياً بين البشر هي «اللغة»، ولا شك أن البشر يختلفون في استثمار واستخدام الملَكة اللغوية وفي نوعية ومستوى الألفاظ والجمل المستخدمة.
ورغم أن الله خلقنا شعوباً وقبائل وأمماً متباينة من حيث اللغات واللهجات، إلا أن أهمية المَلَكة اللغوية واستخدام المستوى الراقي والرفيع من الألفاظ، يكاد يكون قاسماً مشتركاً بين جميع اللغات وعاملاً أساسياً ومتفقاً عليه من عوامل تكوين العلاقات الاجتماعية الراقية بين مختلف الأمم والشعوب.
تسهم الملكة اللغوية لدى بعض الأشخاص المفوهين في قضاء الحوائج بين بني جنسه أو بني لغته ويثبت انتسابه إلى قومه بهذا التفاعل اللغوي، في حين ينقلب غريبًا خائفًا بينهم حالة الجهل بلغتهم أو بطء فهمه لهم.
تعرف اللغة لدى بعض المنظرين اللغوين «ورقات في اللغة والهوية، الدكتور محمود السيد، ص639» بأنها لفظ استمد من الفعل «لغا» أي نطق وتكلم، ومضارعه يلغو، واللغة على زنة «فعلة» بضم الفاء، ويقال إن اللغوة أيضًا تولدت من لفظ اللغة، فحذفت منها واوها وجمعت على لغات ولغون.
علاوة على ذلك تدل كلمة «لغا» على مدلولات عدة منها «لغَا الشخص» إذا تحدّث بأمور ومواضيع تافهة، أو لا فائدة منها ولا يعتدّ بها. و«لَغَا فِي قوله» أي أَخْطَأَ وَقَالَ بَاطِلاً، أو تَكَلَّمَ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ، وما إلى ذلك.
على أن الإنسان من هذا المنطلق يكون إنسانًا ناطقًا ولغويًا عندما يقدر على التعبير بشكل جيد وواضح وبنسق عادي غير متكلف، بغض النظر عما عند بعض تلاميذ اللغة العربية في بعض مناطق العالم، فاللغة ملكة في الإنسان ونظام وأسلوب، وليست أداة تواصل صناعية كما يزعم ذلك البعض.
عبدالسميع أولوافيمي مفتاح الدين - نيجيري
معهد اللغويات العربية