المواطنة وبناء الوعي
في يوم الوطن، لا أمرَ يعلو على تأكيد الوفاء له والتضحية من أجله؛ فالمواطنة الحقة تقوم على الانتماء الصادق للوطن، والدفاع عنه.
يُعدُّ الوعي من مفاهيم المواطنة الرئيسة التي تؤكدها الأدبيات ذات العلاقة، فالوعي هو شعور وإدراك وجداني، يحمل الإنسان على السلوك الصحيح، ويساعده على اتخاذ القرارات المسؤولة.
ويُعدُّ وعي المواطن أساسًا مهمًّا في معرفته وإدراكه لواجباته، وبالتالي إيفائه لحقوق وطنه عليه، والدفاع عنه بوعي، وعدم الإضرار بمصالحه دون قصد.
تُعدُّ مفاهيم الوعي السياسي والأمني والاقتصادي والصحي والبيئي، ومؤخرًا الرقمي، من مفاهيم المواطنة الرئيسة التي تسعى الأنظمة التعليمية لغرسها في نفوس مواطنيها، فإدراك تلك المفاهيم واستشعار أهميتها، والإحاطة بمكوناتها وأبعادها وتطبيقاتها؛ مرحلة بناء مهمة تؤدي بالمواطن إلى سلوك إيجابي قائم على المعرفة، ويقود لاتخاذ المواطن قرارات مسؤولةً تجاه نفسه ومجتمعه ووطنه والعالم بشكل عام.
والمتأمل لرؤية المملكة 2030، وما تضمنته من برامج طموحة، تسعى لتحقيق أهداف واضحة المعالم وفق خطط متدرجة؛ يجد أنها جميعها تقوم على بناء المواطن المتمكِّن من تخصصه، والواعي بدوره تجاه مجتمعه ووطنه، وهذا يؤكد المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها لتمكين المتعلمين من تحقيق الوعي بتلك المفاهيم بمختلف مستوياتها؛ ليُسهموا في بناء مجتمعهم، والدفاع عن وطنهم، بل ويمتد أثره على المجتمع الإنساني بشكل عام، فيسهموا في تحقيق المواطنة العالمية.
حفظ الله وطننا، وقيادتنا، ونصر جنودنا، وأدام علينا الأمن والرخاء.
أ. د. فهد بن سليمان الشايع
عميد كلية التربية
رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية