مفتاح البركة وسر السعادة
من يهجر القرآن الكريم، فلن ينعم - غالباً - ببركة الوقت، وستركض عقارب ساعته ركضًا حتى ليخيّل إليه أنه يعيش في عالم يُدار بآلة زمنية تغرب فيه شمس الأيام بكسائها الدافئ ووجهها الحنون، وخيوطها الذهبية البراقة المتلألئة التي تبعث في النفس الأمان كانبعاث الحبور حد عجز الحروف والكلمات عن ترجمة الشعور الذي يعلو قسمات صبي بريء قذفته أمواج هوجاء في يوم عاصف عن رمال الشاطئ الناعمة حتى ملأت صرخاته المكلومة أرجاء اليمِّ فأسكنته وأمواجه حتى ردّته إلى أمه الرؤوم التي كادت أن تُثكل؛ ليرتمي في أحضان نبع الحنان، وينبوع الأمان، وجنّة النعيم!
من يهجر القرآن الكريم ستغرب شمس يومه غروبًا مشوبًا بعتمة سوداء كالحة تذُرُّ معها ذرّات الندم والحسرة على التفريط بساعاتها ذرًّا، وتطوى معها صفحات الأيام دون أن تُفتح، ويبزغ فجر سناها الوضّاء الذي يعمّ الآفاق من جديد! لذلك، ثمّنْ ساعات يومك الأربع والعشرين، واجعل للقرآن في بدايتها نصيباً؛ ليُرشّ يومك بالبركات رشًّا حدَّ الغرق فيها، وليغدوَ قلبك رياضًا غنّاء يغرّد ويطرب من غمرة السرور طربًا كما تترنّم العصافير وتشدو بأهازيج الأنس في البكور؛ لأنها توكّلت على من سوّاها وأحياها وزيّنها وأهداها صنوف الحُسن واللون، فكُفيت همّ عناء رزقها تغدو خِماصًا وتروح بِطانًا!
لطيفة السكيت
طالبة في كلية اللغات والترجمة