أهمية إعادة التدوير في المحافظة على البيئة
تعرف عملية إعادة التدوير بأنها معالجة المواد المستهلكة بحيث تُعاد إلى الشكل الخام لهذه المادة لُتصنع من جديد فيُعاد استخدامها والاستفادة منها مرة أخرى، كما يمكن تعريفها بأنها عملية استخدام المورد الطبيعي من جديد بعد إعادة تصنيعه، ويمكن تعريفها بأنها عملية معالجة واستعادة المخلفات لاستخدامها مرة أخرى على شكل منتجات جديدة، وهي وسيلة من الوسائل التي تُساهم في المحافظة على البيئة.
تبدأ عملية إعادة التدوير بفرز الفضلات من المصدر إلى عدة أصناف: زجاجية، معدنية، خشبية، ورقية، بلاستيكية، عضوية، وغير ذلك، ثم يتم جمعها من خلال شركات متخصصة لإعادة التدوير وتُؤخذ لمصانع خاصة ليتم الانتفاع بها من جديد من خلال إعادة تصنيعها، وعلى هذا الأساس أصبح للنفايات والمخلفات قيمة بعد أن أمكن استخدامها في صناعات كثيرة.
لا يوجد في معظم دول الوطن العربي في الوقت الحاضر سياسة واضحة حول فكرة الفرز وإعادة التدوير والاستفادة من النفايات، بينما انتهجت كثير من الدول المتقدمة سياسات واضحة حول إعادة التدوير للتخلص من النفايات، حيث يتم فرز مكونات النفايات مثل الورق والزجاج والقطع المعدنية والمخلفات الإلكترونية والنفايات العضوية والنفايات الخشبية وإعادة تصنيعها مرة أخرى، وهذه المكونات يتم فرزها من المصدر، كما تقوم به بعض الدول المتقدمة بشكل إلزامي مع شعبها، وهو قانون يجب الإلتزام به ويمكن فرز هذه المكونات عن طريق فصل المواد مركزياً وهذه الطريقة تتطلب جهداً أكبر.
ينبغي رفع مستوى الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع في وطننا الغالي بأهمية إعادة التدوير للنفايات مع وجود محفزات لأفراد المجتمع للمشاركة الفاعلة في عملية إعادة التدوير كدفع قيمة معينة مقابل المواد القابلة لإعادة التدوير التي يؤتى بها لمراكز إعادة التدوير كالورق وعلب الألومنيوم والزجاج.
وتعد المواد التي يمكن إعادة تدويرها من المخلفات وإعادة استخدامها من جديد كثيرة، فمفهوم إعادة التدوير يشمل البلاستيك، الورق، المعادن كالحديد والألومنيوم، الزجاج، الخشب، مخلفات الإنشاء والهدم، مواد مطاطية كإطارات السيارات، الأقمشة، مخلفات بعض الإلكترونيات، بالإضافة إلى المخلفات الزراعية والمياه.
ويمكن القيام بعملية إعادة التدوير بشكل فردي من خلال محاولة الانتفاع من بعض المواد التي لا يحتاجها الفرد، مثل استخدام قطع الملابس، والأقمشة القديمة، وتحويلها إلى مناشف، أو مماسح وقبل ذلك إعطائها لمن هو بحاجتها، وإطعام الحيوانات الداجنة ما يتبقى من فضلات الطعام كالقطط والدجاج والأبقار والغنم، ويمكن استخدام أكياس التسوق البلاستيكية في حفظ بعض الأشياء كما يمكن استخدامها في صناديق النفايات.
وهناك تدوير مُنظّم تقوم به شركات متخصصة وجهات حكوميّة خاصة في الدول الرائدة في عملية إعادة التدوير، إذ تقوم هذه الشركات بنشر صناديق مخصصة لإعادة التدوير في المدن والأحياء السكنية، ثمّ تقوم بتفريغ محتويات هذه الصناديق، حتى تعمل على إعادة تدويرها في المصانع التابعة لها.
لعملية إعادة التدوير العديد من الفوائد أبرزها تقليل الطلب على المواد الخام والمحافظ على الموارد الطبيعية وبالتالي المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، تقليل الضغط على مكَاب النفايات والمحافظة على نظافة البيئة، توفير الطاقة المستخدمة في الحصول على المواد الخام ثم تصنيعها وبالتالي تُستهلك الطاقة بشكل أقل، التقليل من تلوث مياه الموارد المائ، وكذلك التقليل من تلوث البراري بالإضافة إلى تقليل الغازات المنبعثة جراء التخلص من النفايات عن طريق الحرق.
ولأجل الحد من العقبات الرئيسية التي تواجه عملية إعادة التدوير ينبغي مراعاة الأمور التالية: يجب الحد قدر المستطاع من تنوع مدخلات ومخرجات العملية الإنتاجية وينبغي قدر الإمكان أن تطور المنتجات بحيث تصبح منتجات مصنوعة من مادة واحدة. كما ينبغي مشاركة جميع أفراد المجتمع مع الجهات الرسمية المسؤولة عن حماية البيئة.
أ. نسيم منصور آل أيوب
ماجستير العلوم في العلوم البيئية