Add new comment

هل يمكن للدروات التدريبية أن تعلمنا لغة جديدة ؟

ثقافية رسالة الجامعة تسأل:

تعلم اللغة بمعزل عن الثقافة ضعف وركاكة

 

«كل البدايات صعبة» نبراس المتعلم

 

 

رسالة الجامعة – أريج السويلم

 

يجيب المدرب الدكتور حسام بن عبدالله المجلي أستاذ الأدب المقارن المساعد بقسم اللغة العربية وآدابها :

 

موضوع تعلم اللغات الأجنبية الجديدة بالتدريب يشغل بال كثيرين، إذ ينشغل كثير في بداية حياتهم عن تعلم اللغات، ومهم أن يُعرف في البداية أن لتعلم اللغات فوائد كثيرة، مثل: تغير نمط حياة المتعلم، والحصول على عرض وظائف أكثر، وسهولة السفر، وفتح خيارات أكثر، والمحافظة السليمة على العقل، وتطوير الذاكرة، والانفتاح على الأفكار الجديدة وقبولها، وغيرها من الفوائد المهمة لتعلم اللغات.

قدمت أكثر من عشر دورات تدريبية لتعليم مهارات تعلم اللغات الجديدة، وسرني كثيرًا إقبال المتعلمين خصوصًا من طلاب الجامعة وطالباتها لتعلم إستراتيجيات تساعدهم في تعلم اللغات الأجنبية الجديدة تعلمًا ذاتيًا. وأحب أن تكون مقولة «كل البدايات صعبة» ماثلة أمام المتعلمين عند بداية تعلم كل لغة.

 أحيانًا في تعلم اللغات الأجنبية يدفع المتعلم أموالًا لأستاذ غير مؤهل في تدريس اللغات الأجنبية للمتعلمين؛ لأن هناك نظريات ومهارات وإستراتيجيات يجب أن يطلع عليها معلم اللغات الأجنبية؛ لتعليم اللغات تعليمًا جيدًا. لذا كنت أركز على بعض النظريات والمهارات والإستراتيجيات لتعلم لغة جديدة؛ ليكون التعلم سهلًا وممتعًا وسريعًا. وهذه السهولة والمتعة والسرعة تتطلب بلا شك جهد المتعلم.

عند بداية تعلم لغة جديدة أركز على آلية نطق الحروف الأبجدية، وكيفية نطقها نطقًا صحيحًا، مثلًا: ينطق حرف الباء في اللغة العبرية (ב) بيت، وحرف الجيم (ג) قيميل، وحرف الدال (ד) داليت، وحرف الهاء (ה) هيه، وحرف الحاء (ח) حت، وحرف اللام (ל) لاميد، وحرف الراء (ר) ريش، وحرف القاف (ק) قوف، وحرف التاء (ת) تاف. نطق الحروف بصوت عالٍ يساعد المتعلم على إتقان معرفة نطق الحروف نطقًا صحيحًا. بالإضافة إلى تعلم إستراتيجيات أدوات التنكير وأل التعريف عند تعلم اللغات الجديدة، مثلًا: لا يوجد (أدوات تنكير) في بعض اللغات كالعربية والعبرية تقابل (a) (an) الإنجليزية و(un) (une) الفرنسية. مهم التعرف على مثل هذه الأساسيات عند بدء التعلم، وكذلك معرفة اللغات التي يكثر فيها أل التعريف، واللغات التي تقل فيها، مثل: في اللغة الفرنسية (le café francais) (المقهى الفرنسي) يمكن أن تكون بدون (the) في اللغة الإنجليزية (French cafe)، أو (الزواج جميل) في العربية تكون بدون (the) في اللغة الإنجليزية (marriage is beautiful).

ومن أهم المهارات التي أحرص عليها في التدريب على تعلم اللغات الجديدة قاعدة ٨٠/ ٢٠ بتكوين ٨٠٪ من التحدث والكتابة باللغة الجديدة بتعلم ٢٠٪ من مفرداتها، كتعلم ألف كلمة أساسية في أي لغة من اللغات، تمكن المتعلم من إجراء محادثات في موضوعات كثيرة، ونقل المعنى بوضوح. أيضًا هناك مهارات كثيرة لتعلم اللغات الأجنبية، مثل: إستراتيجية تعلم العبارات المهمة في بداية تعلم اللغة الجديدة، ووضع خطة طوارئ للأيام التي يقل فيها حماس المتعلم كالاستماع للغة التي يتعلمها وهو يقود السيارة، أو مشاهدة مسلسلًا أو فيلمًا للغة التي تتعلمها، أو مراجعة ما تعلمه سابقًا.

وقد لحظت تميز متعلمي اللغات في الدورات التدريبية بمعرفة أهمية ربط اللغة بالثقافة عند تعلم أي لغة جديدة، إذ إن تعلم اللغة لوحدها بمعزل عن الثقافة سيجعل المتعلم لا يفهم اللغة الجديدة فهمًا جيدًا، وكنت أقول لهم: الإنسان المتعدد اللغات هو متعدد الثقافات، فاللغة ليست ألفاظًا وحسب، بل تتضمن ثقافة الشعوب وعاداتها وتقاليدها.

من أكثر ما يؤرق متعلمي اللغات الأجنبية قلق نسيان الكلمات الجديدة، وهناك بعض المهارات التي أحرص على تطبيقها لإزالة هذا التخوف من بعض المتعلمين، مثل: تعلم أصل (جذر) الكلمة، وتعلم المفردات بالكتابة والصور معًا، واستخدام طرق غير تقليدية لتعلم المفردات كرسم المفردات الجديدة وغير ذلك. كذلك يقلق بعض المتعلمين من الوقوع في الأخطاء، والشعور بالإحراج. لا بد أن يعرف المتعلم أن تعلم لغة جديدة ليست مجالًا للانتصار أو الهزيمة فقط، ولن يعاقب أحد إذا أخطأ، أو كانت لديه صعوبة في إيصال ما يريد قوله للآخرين.

من الأسئلة التي توجه لي: أي لغة ثالثة تنصحني بتعلمها؟ أفضل من يجيب عن هذا السؤال هو السائل نفسه؛ لأن السائل لا بد أن يحدد اهتماماته المستقبلية ويربطها باللغة الثالثة. مثلًا من يريد تعلم لغة تفيده في المجال الاقتصادي بعد اللغة الإنجليزية فهناك اللغة الصينية واللغة الإسبانية واللغة الفرنسية نظير تحدث عدد كبير بها في عدة دول. بالإضافة للسؤال عن إمكانية الجمع بين تعلم لغتين جديدتين معًا، إذ من الأفضل أن يختار المتعلم لغة جديدة واحدة، ثم يتقن المستوى المتقدم أو المستوى المتوسط من اللغة التي يتعلمها قبل الانتقال لتعلم لغة أخرى، حتى لا يصيب المتعلم ضبابية وخلط بين اللغتين.

وهناك اعتقادات خاطئة تغلب على بعض متعلمي اللغات أحاول في الدورات التدريبية لتعلم اللغات الجديدة تصحيح بعضها، مثل: اعتقاد صعوبة تعلم اللغة الأجنبية عند التقدم في العمر، واعتقاد أن التعلم سيكون أفضل عند السفر للدولة التي يتحدث سكانها اللغة التي تتعلمها، واعتقاد أن تعلم اللغة الجديدة يحتاج لموهبة. هذه بعض الاعتقادات التي قد تعيق كثيرًا ممن لهم رغبة في تعلم اللغات الجديدة.

تعلم اللغات مغامرة، وهي مغامرة ممتعة، وسيشعر المتعلم بالسعادة عند إتقان اللغة الجديدة.  وأرجو أن يكون هذا الموضوع قد حفز بعض القراء للاستعداد لرحلة تعلم لغة جديدة. وأختم ببعض الجمل التي أقدمها في نهاية دورات تعلم اللغة الجديدة بالابتعاد عن التعلم التقليدي الممل في تعلم اللغات الجديدة، وإضافة المتعة لعملية تعلم اللغة، واللعب باللغة الجديدة، وقراءة الكتب الفكاهية والكتب المصورة الهزلية، ومشاهدة المسلسلات والأفلام، ومحاولة التحدث باللغة الجديدة مع من يتحدثها أو يتقنها أو على الأقل مع العائلة والأصدقاء.

شكرًا جزيلًا (thank you very much) (merci beaucoup) (תודה רבה) لعمادة شؤون المكتبات ووحدة تطوير المهارات بكلية الآداب ومركز التدريب اللغوي بقسم اللغة العربية وآدابها على اهتمامهم بإقامة هذه الدورات التدريبية المهمة في مهارات تعلم لغة أجنبية جديدة.

 

0
No votes yet
CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA