التعدين منذ العهد الروماني حتى عصر النهضة
يعتقد البعض أن المقصود بالتعدين مجرد استخراج المعادن من باطن الأرض، لكن الحقيقة أن معنى ومفهوم التعدين أكبر من ذلك وأشمل، إذ يعني التعدين استخلاص المعادن القيمة، أو أي مواد جيولوجية أخرى من باطن الأرض، عادة وليس دائماً من جسم خام، أو عرق أو شق فحم.
وتتضمن المواد التي نحصل عليها بالتعدين البوكسيت، الفحم، النحاس، الذهب، الفضة، الألماس، الحديد، الفلزات الثمينة، الرصاص، الحجر الحبري، النيكل، الفوسفات، الصخر النفطي، الملح الصخري، الصفيح، اليورانيوم.
وأي مادة لا يمكن تنميتها بالعمليات الزراعية، أو خلقها اصطناعياً في معمل أو مصنع، فهي عادة يتم الحصول عليها بالتعدين، فالتعدين بمعنى أعم يضم استخراج أي ثروة غير محددة مثل النفط، الغاز الطبيعي، وحتى الماء.
والمعادن هي العناصر الطبيعية، أو المركبات في القشرة الأرضية التي تتكون منها الصخور، ويوجد حوالي 3500 نوع من المعادن، ويتشكل منها بلورات جميلة، وتعتبر الأحجار الكريمة والأملاح مثل الذهب وحتى الطلق من المعادن، ويحدد علماء الجيولوجيا نوع المعادن من خلال دراسة بعض خصائصها مثل اللون والشكل والصلابة.
وهناك عدة أشكال من التعدين أقدمها الأشابة القديمة «البرونز» وهو خليط من معدني القصدير والنحاس. وهو صلب وله قدرة كبيرة على الاحتمال، تم صنع هذا الوعاء في الصين في العام 3000 قبل الميلاد تقريباً، وهناك المعدن الروماني حيث استخدم الرومان لأنابيب المياه معدن الرصاص لأنه قابل للالتواء بسهولة، وقد قاموا بتسخين الخامة لاستخراج المعدن الخالص.
وخلال عصر النهضة قام الرسامون بسحق المعادن ذات الألوان الزاهية؛ ليصنعوا منها الصباغ، ومن ثم مزجوا هذا الصباغ مع الزيت لصنع الدهانات الجديدة، واليوم حين نكتب بواسطة قلم الرصاص، فنحن نستخدم معدناً وتسمى هذه المادة الرقيقة السوداء التي نجدها في أقلام الرصاص «الغرافيت».
أحمد عمر باراسي
كلية العلوم