ميزانية تعي متطلبات المستقبل
بحزم وعزم, يمضي الوطن نحو تحقيق مزيد من التقدم, هذا التقدم الذي بات جلياً في تطوير العديد من مؤسسات الدولة، والعمل على تحسين مخرجاتها، واتخاذ خطوات ملموسة لدعم المواطنين ومراعاة احتياجاتهم.
ويعد قطاع التعليم والتدريب أحد القطاعات المهمة التي تلمس احتياجات المواطنين, لما لها من علاقة مباشرة بمستقبل أبنائنا وبناتنا، ومدى توفر الكفاءات الوطنية التي تدير عجلة التنمية الشاملة في شتى المجالات؛ كما يعد أحد الدلائل على مدى حرص الوطن بقيادة خادم الحرمين الشريفين على الاستعداد للمستقبل والعمل على توفير متطلباته.
وبحمد الله أقر مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها مؤخراً برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود-يحفظه الله- الميزانية العامة للدولة للعام المالي الجديد 1439/1440هـ التي تعد الأكبر إنفاقاً في تاريخ المملكة، حيث بلغت 978 مليار ريال، وكشفت الميزانية عن إدراك ووعي تام بمتطلبات المرحلة القادمة.
وهناك العديد من العلامات التي تدل على ذلك، ومن أبرزها:
أولاً: حصول قطاع التعليم والتدريب على ثاني أكبر دعم من الميزانية العامة للدولة «192 مليار ريال» وتدعم الميزانية استكمال المشروعات التطويرية ذات الصلة بالتعليم والتدريب، وأكدت وزارة المالية استمرار العمل في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، حيث بلغ عدد المبتعثين من الطلبة والطالبات الدارسين في الخارج الذين تشرف عليهم وزارة التعليم إلى ما يزيد عن 173.000 طالب وطالبة مع مرافقيهم، بنفقات سنوية تبلغ 14.7 مليار ريال.
ثانياً: تقليص الاعتماد على النفط ليصل إلى نسبة 50%، وهو ما يبشر باعتماد ميزانية الدولة على المصادر الأخرى ومن ثم تنميتها والحرص عليها.
ثالثاً: إدراك أهمية الاستمرار في دعم تميز قدرات القطاع العسكري؛ حيث احتل أعلى رقم في الميزانية وهو 210 مليارات ريال.
رابعاً: الحرص على تقديم خدمات طبية واجتماعية تلبي احتياجات المواطنين؛ حيث بلغت ميزانية الصحة وتنمية المجتمع 147 مليار ريال.
كما جاء توجيه خادم الحرمين الشريفين للوزراء وجميع المسؤولين برفع مستوى الأداء وتطوير الخدمات الحكومية وتعزيز كفاءة الإنفاق والشفافية، بما يرتقي للتطلعات ويحوز رضا أبناء الوطن، ليوضح مدى حرص الدولة على التواصل الصادق مع المواطنين وإطلاعهم على الأمور التي تمس حياتهم وتتعلق بمستقبل وطنهم، وهو توجيه يرفع من مسؤولية المجتمع، ووعيه وإدراكه بأهمية المرحلة، ودوره في دعم قضايا الوطن والوقوف صفاً واحداً مع قيادته بما يضمن أمن ورخاء هذا الوطن.
أ. د. يوسف بن عبده عسيري
وكيل الجامعة للتخطيط والتطوير