مسرح الطفل وسيلة تربوية مؤثرة
الطفولة الناجحة في أي مجتمع هي ضمان أكيد لتطور وفعالية المستقبل، لذا تحظى الطفولة باهتمام بالغ في المرحلة الراهنة على كافة المستويات وفي مختلف أنحاء العالم، وقد أكدت العديد من الدراسات العلمية أن الاهتمام بالطفولة مطلب أساسي لدعم بناء مستقبل المجتمعات، الأمر الذي يؤيده الاهتمام من جانب المنظمات الدولية و المحلية. «الليثي، 2012م، ص 15».
ومما يؤكده علماء النفس أن السنوات الخمس الأولى من حياة الفرد لها أكبر الأثر على حياته المستقبلية، وأن ما يكتسبه الطفل في هذه المرحلة يعد ذا أثر فعال في تكوين شخصيته. «الجواد، 2015م، ص 124».
ورياض الأطفال هي مؤسسة تربوية تعنى بتوفير المناخ التربوي الملائم لنمو الطفل المتكامل في سن «3-6 سنوات»، وهي مرحلة تقوم بدور تمهيدي للتعليم الأساسي وتساهم في نمو الطفل فكريًا واجتماعيًا ووجدانيًا للاندماج مع مجتمعه، وهي مرحلة ذات مزايا متعددة إذا أُحسن رعايتها وأيضًا ذات أخطار كبيرة إذا أهملناها. «النقيب، 2011، ص 63».
كما أن نوعية التعليم قبل المدرسي تؤثر تأثيرًا كبيرًا على مستوى تحصيل التلاميذ وعلى مهاراتهم الاجتماعية في المراحل الدراسية التالية. «الجواد، 2015، ص 125».
إن الأدب بوجه عام هو تصوير أو تعبير عن الحياة والفكر والوجدان من خلال أبنية لغوية، وهو رسالة تقدم لخدمة المجتمع والإنسانية، وأدب الأطفال جزء من ذلك الأدب وينتقل الأدب إلى الأطفال عبر الأجهزة الثقافية والإعلامية المختلفة، كالكتاب والسينما والمسرح والمجلة والتلفاز، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الوسائل ليست أدوات نقل للأدب فقط بل هي أيضا أدوات تجسيد فني فهي لا تنقل المواد المختلفة نقلاً آلياً. «أبو المغلي وآخرون، 1993م، ص 6».
ويعتبر مسرح الطفل أحد أهم الوسائل التربوية الراقية والمؤثرة، بحكم أنه يخاطب حواس الطفل المختلفة إضافة إلى كونه أحد أبرز وسائل الاتصال الجماهيري الفعالة، ويعتمد على مجموعة متكاملة من وسائل يقترن فيها التعبير السمعي والبصري والحركي والحدسي والسيكولوجي. «النقيب، 2011م، ص 95- 98».
كما تعد المسرح من العوامل المهمة في تثقيف الطفل وتثبيت المعلومات والحقائق في عقله وجعله أشد شوقًا وأعظم انتباهًا وإقبالاً على ما يمارسه. «عليان، 2014م، ص 196».
إن مسرح الطفل من أقرب الفنون إلى نفس الطفل حيث يحرك مشاعر الأطفال وعقولهم ويعمل على توسيع مداركهم وتهذيب وجدانهم، ومن هنا جاء التفكير في إكساب الطفل بعض السلوكيات الاجتماعية الإيجابية مثل النظافة، النظام، التعاون، عيادة المريض، آداب الطعام، المساعدة، الاستئذان، الحب، الأمانة، الصدق، الصداقة، التواضع، من خلال مسرحية يتوحد الطفل مع شخصياتها باعتبارهم نموذجًا يقتدى به. «يونس، 2014، ص 5».
وقد أكدت بعض الدراسات على أن المسرح له دور في تعليم الطفل المهارات الاجتماعية والحقائق العلمية، وأن المهارات الاجتماعية التي اكتسبها الأطفال من خلال التجربة خفضت النزعة العدوانية عند بعض أطفال العينة، وأن مشاهدة المسرحيات تساعدهم على زيادة حصيلتهم اللغوية. «الهنيدي، 1993، ص 8».
صفاء علي المهندس - كلية التربية - رياض أطفال