أثر القصة في تنمية التفكير الإبداعي
يسعى الآباء والأمهات وأولياء الأمور والمربون والمتخصصون إلى تنمية التفكير الإبداعي لدى الأبناء والطلبة ويبحثون عن الوسائل الأنسب لتحقيق ذلك، وتعتبر مرحلة رياض الأطفال من أهم المراحل التي يمر بها الطفل في بداية حياته وتعرفه على العالم الخارجي، حيث إنه في هذه المرحلة تتبلور شخصية الطفل ويقل تعلقه بوالديه تدريجياً استعداد للمدرسة، وفي هذه المرحلة ينمو الطفل نموًا متكاملاً إذا أتيحت له الفرص للنمو السليم.
وتعد مرحلة ما قبل المدرسة هي مرحلة للتنمية الشاملة لحواس الطفل، وقدراته ومهاراته، وميوله واتجاهاته؛ وذلك عن طريق الإعداد الشامل والتنمية العقلية والحسية والانفعالية والاجتماعية والبيئية للطفل التي تنبه حواسه وقدراته ومهاراته المختلفة، وتزوده بالخبرات الأساسية في حدود إمكانياته واستعداده ومستوى نضجه.
إن البيئة الغنية بالمثيرات المختلفة تعمل على تعريض الأطفال لخبرات تعليمية مكثفة، بحيث تزودهم بالمعلومات والخبرات والمهارات التي تكشف قدراتهم، وتوفر لهم إنعاشاً وإثراء في جوانب نموهم المختلفة، كون مرحلة الطفولة المبكرة تمتاز باللعب الإيهامي أو الخيالي وبأحلام اليقظة، ويلاحظ على الطفل قوة خيالية وأنه مولع باللعب بالدمى والعرائس وتمثيل أدوار الكبار.
إن نصوص القصص تعطي للأطفال معلومات عامة عن الزمان والمكان والأشخاص، مما يؤدي إلى تفعيل وتنظيم أداء الذاكرة لدى الأطفال، وتدعم تطور السلوكيات الاجتماعية لديهم من خلال توفير الفرص لهم لفهم وجهات النظر المختلفة حول أحداث القصة.
يشير أحد خبراء التربية «فيجوتسكي» إلى أن جميع الأفراد وحتى الأطفال الصغار يكونون مبدعين، وأن الإبداع هو أساس الفن والعلم والتكنولوجيا، وهذه القدرة الإبداعية تدعى الخيال، حيث يعتبر الخيال أساس كل عمل إبداعي ويتجلى الإبداع في جميع جوانب حياتنا الثقافية، مما يجعل الإبداع الفني والعلمي والتقني ممكناً.
ويقول خبير تربوي آخر «تورنس» إن التصور الإيجابي للمستقبل يشكل قوى مغناطيسية ومقدمة قوية، وهذه التصورات تدفعنا للأمام وتزودنا بالطاقة للحكم ونستطلع المستقبل، ونرى أنه باستطاعتنا أن نـؤثر فيـه، وهذا بحد ذاته مفهوم عام للإنسان كونه إنسانًا.
مها السبر
سياسات تربوية ورياض أطفال