تعطيل بسبب الأمطار
مساء السبت قبل الماضي كان الجو ماطرًا في الرياض واستمر المطر المتقطع على الأقل طوال الثلث الأول من الليل، وكانت بعض الأخبار والتوقعات تقول إن تلك الحالة المطرية على الرياض ستستمر حتى الفجر وستكون هناك أمطار غزيرة وخطيرة، ولكن تلك التوقعات لم تكن موثوقة أو يعتمد عليها.
في تلك الليلة، حيث غدا هو الأحد أول أيام العمل في الأسبوع، نمت قريبًا من العاشرة ليلاً، وكنت أستبعد أن تعطل الدراسة في الجامعات والمدارس بالعاصمة، واستيقظت لصلاة الفجر وإذا بالخبر يأتيني من جوالي وبعض أفراد العائلة بأن اليوم الأحد تم تعليق الدراسة في المدارس وفي جامعة الملك سعود.
ذهبت لصلاة الفجر وأول ما خرجت من المنزل رأيت أن الشوارع جافة ولا يوجد أمطار، و كذلك النجوم تتلألأ في السماء ومن كل الجهات، ركزت نظري في السماء وتأكدت بأنه لا يوجد أي مزعة سحاب في السماء!
وأنا في طريقي للمسجد تساءلت: لماذا إذن تم تعطيل الدراسة؟ وأين دور هيئة الأرصاد الجوية في إصدار بيانات دقيقة يعتمد عليها أصحاب القرار في التعليم العام والجامعي؟
لقد كان الجو في ذلك اليوم الذي تم تعطيل الدراسة فيه، مشمساً وجميلا طوال النهار، ولم يكن هناك لا أمطار ولا عواصف ترابية أو غيرها!
إذن ما مصير المحاضرات والامتحانات التي كانت مجدولة في ذلك اليوم؟
صباح ذلك اليوم ذهبت لعملي في الجامعة وذكر لي أحد الزملاء هناك عندما قابلته أن لديه امتحانين فصليين لمواده في المساء، ويتساءل هل بإمكانه عقد الامتحانات في المساء؟! ولسان حاله يقول إن الجو مشمس، فرددت عليه أن الدراسة عُلقت ولن يأتيك أي طالب لا في الصباح ولا في المساء.
في اعتقادي أن طلبة التعليم العام من الممكن أن نأخذ الحيطة القصوى لهم، ولكن طلبة الجامعات هم في الحقيقة رجال مثلهم مثل الموظفين وأعضاء هيئة التدريس الذين كانوا في عمل في ذلك اليوم، حيث تم تعطيل الدراسة للطلبة والطالبات فقط.
كذلك إذا فكرنا في تعطيل الدراسة فلم لا نؤخر القرار حتى بعد منتصف الليل لتتضح الرؤية حول الأمر ولنأخذ المعلومة الأدق من الجهة المسؤولة عن الحالة الجوية التي نحن بصددها.
أعتقد أن البنية التحتية لمدينة الرياض الخاصة بتصريف الأمطار متطورة ومن المفترض أن لا يساورنا القلق من أمطار تتعرض لها عاصمتنا وإن كانت غزيرة ومتواصلة.
أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب والمعلومات
وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي