الحاسبات العملاقة والحاجة المتزايدة لها
أصبحت الحاسبات العملاقة فائقة السرعة ضرورة للبحث العلمي المتميز في كل جامعة وكل مركز بحثي متقدم، من هذه الحاسبات الآلية الكبيرة العملاقة في وطننا الحاسب العملاق الموجود في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والذي أطلق عليه اسم «سنام».
هذا الحاسب فائق السرعة تم تركيبه في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية قبل نحو خمس سنوات، وما زال يخدم الباحثين في المدينة وخارجها، وذلك عن طريق الاشتراك عن بعد حسب شروط وضوابط محددة.
أمثلة أخرى هي الحاسبات العملاقة الموجودة الآن في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، حيث تم تركيب حاسبين عملاقين وأطلق عليهما أسماء «شاهين-1» و«شاهين-2». شاهين-1 تم تركيبه قبل نحو عشر سنوات ثم لحق بذلك شاهين-2 الذي تم تركيبه قبل أربع سنوات تقريباً.
وفي ما نعلم ونرى ونمارس نجد أن مثل هذه الحاسبات العملاقة أصبحت ضرورة قصوى لأي جامعة متميزة فيها بحث علمي رصين وكثيف وفي تطور متسارع ومتعمق.
الآن نحن في جامعة الملك سعود نستطيع أن نحاور ونقول: إن لهم «سنام» ولهم أكثر من شاهين وليس لنا لا «سنام» ولا «شاهين»، صحيح أن بعض الباحثين في الجامعة لهم الحق والاستطاعة في أخذ حسابات على تلك الحاسبات المذكورة، وهو حاصل بالفعل، ولكن أعتقد أن توفير حاسب عملاق في الجامعة سيؤدي إلى توفير المزيد من سهولة تنفيذ العمليات الحسابية المعقدة والكثيفة التي لربما تأخذ ساعات أو أياما متتالية.
لا شك أن الحاسب العملاق الموجود في نفس الجامعة سيعطي المزيد من السهولة والراحة للباحثين في الجامعة، ويعزز قوة ومتانة البحوث التي تحتاج إلى العمليات الحسابية الكثيفة باستخدام بيانات فوق العادة في الكم والسرعة والتعقيد للمدخلات والمخرجات، وربما باستخدام الزمن الحقيقي في المعالجة.
إن الحاسبات الشخصية التي نراها الآن في معاملنا ومكاتبنا مهما كانت متقدمة وحديثة لم تعد كافية لتواكب متطلبات البحث العلمي في الجامعة، ولذلك أعتقد أن الجامعة بحاجة إلى توفير حاسب عملاق واحد على الأقل، وأعتقد أنه يوجد لدى عمادة التعاملات الإلكترونية أو كلية علوم الحاسب الإمكانيات والقدرة على استضافة وإدارة مثل هذا الحاسب العملاق الذي نتمنى أن يرى النور في رحاب الجامعة في القريب العاجل.
أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب والمعلومات
وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي