رب اجعل هذا بلدًا آمناً
قبيل منتصف ليل الأحد الماضي استيقظ الكثير من سكان شمال مدينة الرياض على أصوات انفجارات، تبين فيما بعد أنها مضادات الدفاع الجوي التي حاولت اعتراض صواريخ تم إرسالها من الحوثيين المعتدين باليمن.
خرج الكثير منا يتساءل عن مصدر وسبب هذه الانفجارات التي كانت قوية خاصة في أحياء شمال شرق الرياض، وكذلك جامعة الملك سعود، ولقد رأيت مع نوافذ منزلي كيف أن الكثيرين في ذعر وخوف رغم أنها أصوات انفجارات محدودة وانتهت في حينها.
قبل هذه الحادثة وفي حينها وبعدها، كلنا على يقين أن نعمة الأمن لا مثيل لها وليس لها ثمن البته، والأمن في الوطن شيء أساسي وقاعدة لأي تقدم سواء في البناء أو التعليم أو الزراعة أو الصناعة أو أي منحى من مناحي النمو والتطور، سواء على مستوى الفرد أو العائلة أو المجتمع أو الدولة.
لهذا عندما دعا إبراهيم عليه السلام لأهل البلد الحرام بدأ بالأمن قبل الغذاء، حيث قال الله سبحانه وتعالى على لسانه: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ».
ربما أن الكثير منا وُلد وترعرع وعاش طوال حياته في أمن وأمان ورغد من العيش، ولم يمر بالحروب والجوع والخوف الذي كان يعانيه أجدادنا في هذه المنطقة، ومعلوم أن كثيرًاً من الدول منها المجاور لنا ومنها البعيد تعاني لسنوات طوال من ويلات الحروب والخوف والجوع والدمار للدور والديار، ويتمنون ما نعيش فيه من أمن وأمان، ولله الفضل والمنة.
ستبقى المملكة العربية السعودية آمنة مستقرة وفي رغد من العيش بفضل الله وحفظه، ولن يستطيع العدو الحاقد سواء كان مندساً بيننا أو خارجياً للنيل من ذلك، وكل هذا بعون وفضل وحفظ من الله ثم بتمسكنا بديننا وثوابتنا وبالترابط بين قيادتنا الحكيمة والموفقة وعلمائنا وكامل مكونات سكانه سواء كانوا مواطنين أو مقيمين.
اللهم احفظ قيادتنا وعلماءنا ومجتمعنا من كل شر ومكيدة، ورد كيد كل عدو في نحره واطفئ كل فتنة وشر يستهدف هذا البلد وجميع بلاد المسلمين.
أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب والمعلومات
وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي