المنصات الإلكترونية أفضل بيئة لإنتاج المعرفة واستخدامها
تسعى جامعة الملك سعود، في إطار رؤيتها لتحقيق دور رائد في بناء مجتمع المعرفة، إلى بناء سياق أكاديمي ضروري ومناسب لإنتاج المعرفة واستيعابها واستخدامها، وتطوير بيئة العمل التي تدعم ذلك والتي تتيح زيادة تنظيم التعاون بين أبنائها، وتعظيم قيمة المشاركة والتكامل فيما بينهم، ورفع كفاءة الأداء وتقليل بيروقراطية الأنظمة وحجم الأعباء التنظيمية بوجه عام.
تعتبر المنصات الإلكترونية التي قامت الجامعة بتطويرها والتي ترتكز على التقنيات المعرفية الحديثة, من أهم الأدوات التي يتم استخدامها لتوفير تلك البيئة، فيمكن الآن من خلال بوابة الجامعة على الإنترنت الاطلاع على استراتيجيتها، والتعرف على منشآتها وكلياتها وبرامجها البحثية، فضلاً عن مخططها العام.
ويمكن لأعضاء هيئة التدريس من خلال هذه البوابة البحث في الأرشيف الإلكتروني الذي يضم كافة قرارات مجلس الجامعة ومحاضر الجلسات التي يعقدها، واسترجاع أي من تلك القرارات والمحاضر للاطلاع عليها. كما يمكن التقدم إلكترونيًا بطلبات الترقية وحضور المؤتمرات والدورات التدريبية وورش العمل وإجازات التفرغ العلمي.
وتقدم البوابة لموظفي الجامعة العديد من الخدمات الإلكترونية، مثل الاستعلام عن الرواتب والمسيرات والعهد والإجازات وإخلاء الطرف، كما يتم من خلالها إدارة خدمات الدعم الفني للنظم والتجهيزات الموجودة والتي تشمل تسجيل المواد ومتابعة عمليات الصيانة الدورية وإدارة المخزون وغير ذلك.
كما توفر البوابة سبل التواصل بين منسوبيها بواسطة الرسائل القصيرة أو البريد الإلكتروني، وتتيح لهم تشكيل مجموعات تفاعلية يمكن استخدامها في إرسال واستقبال القرارات الإدارية والتنظيمية الخاصة بالجامعة، فضلاً عن الرسائل التوعوية والتثقيفية، بل والتهاني والتبريكات في المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية.
وبالنسبة للطلاب، توفر الجامعة بوابة إلكترونية خاصة بهم، يتم من خلالها تقديم خدمات متابعة القبول في الجامعة، والقبول في الدراسات العليا، وإدارة البرامج الدراسية بما تتضمنه من طلبات لحذف المقررات الدراسية أو حذف الفصل الدراسي أو تقديم فرص إضافية للتخرج حالَ تجاوز المدة المسموحة، واعتماد مقترحات الخطط البحثية، بالإضافة إلى ما توفره البوابة من إمكانات لإدارة شؤون الدراسات العليا وشؤون المبتعثين.
وفي مجال الأعمال البحثية فإن قاعدة الإنتاج العلمي الإلكترونية التي توفرها الجامعة تتيح الحصول على مستخلصات البحوث والتقارير وتحليل معلوماتها، كما تمكن من إدخال بيانات الأبحاث والتعديل عليها، فضلاً عن التأكد من صحة بيانات الأبحاث القديمة التي تم استيرادها من نظم الجامعة.
ويتم من خلال بوابة إدارة الجودة «إتقان» توفير التقارير التي تيسر اتخاذ القرارات الاستراتيجية للجامعة اعتمادًا على ما تتضمنه من بيانات عالية الدقة، وقد قامت الجامعة بأتمتة أغلب الخدمات السالف ذكرها، بحيث يتم تقديم الطلبات والموافقات وتوجيهها في منظومة العمل إلكترونيا، مع إخطار أصحابها بآخر المستجدات بشكل دوري ومنتظم، دون أن يشعروا بالتعقيدات الإدارية المصاحبة لذلك.
لقد استطاعت الجامعة من خلال منصاتها الإلكترونية، تحسين الإجراءات الإدارية وتحقيق التمازج والمشاركة بين منسوبيها، سواء من هيئة التدريس أو الطلاب أو الموظفين، بحيث أصبحت مؤهلة بالفعل لكي تقوم بدورها في بناء اقتصاد المعرفة في المملكة.
د. جبريل بن حسن العريشي
أستاذ علم المعلومات
عضو مجلس الشورى السابق