أهمية المحافظة على المرافق العامة
إن أكبر خدمة تقدمها لغيرك هي سلوكياتك وأخلاقك تجاه نفسك والآخرين، وديننا الحنيف يعلمنا ويدلنا على كل شيء جميل لتنظيم حياتنا وإسعادها، ونحمد الله تعالى أن جعلنا مسلمين فهي نعمة كبيرة وعظيمة تستحق منا الشكر والثناء للمنعم المتفضل جل جلاله.
كم هو مؤلم أن ترى بعض الأماكن الجميلة كالمتنزهات والحدائق أصبحت مرمى للنفايات هنا وهناك، لماذا بعض الناس لا يهتم بنظافة مكانه ويتركه لغيره جميلاً ونظيفاً؛ فديننا دين النظافة والطهر، ثم أليست هذه السلوكيات تسيء لنا ولديننا تجاه من ليس بمسلم، فقد توحي له بآثار سيئة على نفسه أن هذه هي أخلاق المسلمين.
عندما تذهب إلى أي منتزه أو حديقة ما فستجد أمامك بقايا أطعمة وسجائر وعلب ورقية وكراتين ونحوها مرمية هنا وهناك، رغم وجود صناديق حاويات، بل البعض لا يُربي أطفاله على نظافة المكان الذي يذهب إليه لأنه هو بنفسه لم يتربى على ذلك.
لا أدري لماذا وصل بعض المسلمين هداهم الله إلى هذه الحالة من اللامبالاة وتشويه صور ومناظر الأماكن الجميلة والتي وضعت لراحتنا وقضاء أوقات جميلة بين الشجر والزروع والحدائق، فإذا بأيادي الإهمال تنال منها ومن جمالها.
المسلم الحق لا يفعل هذا ويرفض هذه السلوكيات السيئة، فعلى المواطن والمقيم على حد سواء الاهتمام بمرافق الوطن ومكتسباته ولا يكون معول تخريب وعبث بالبيئة، فقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «إماطة الأذى عن الطريق صدقة». وورد أيضاً حديث رواه الامام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كان على الطريق غصن شجرة يؤذي الناس فأماطها رجل فأدخل الجنة». وأيضًا ورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله: «طهروا أفنيتكم فإن اليهود لا تطهر أفنيتها». رواه الطبراني، وبلا شك أن من كان حريصاً على نظافة فناء بيته ومنزله، فسيكون محافظاً وحريصاً على نظافة وسلامة كل مكان يذهب إليه.
عبدالله بن محمد عسيري
كلية العلوم