دور ريادي لكلية «طب الأسنان»
يطل علينا هذا اليوم من كل عام منذ سنة 1932م ميلاد الدولة السعودية الثالثة, ذلك اليوم الذي أيد الله بنصره عبده المغفور له بإذنه تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود, والذي أكمل فيه توحيد هذه البلاد المباركة.
ومنذ ذلك اليوم وهذه الأرض الطاهرة ومن عليها تعمل وتسعى لترتقي بمواطنيها وساكنيها بالرفعة لهم في كافة مجالات الحياة، وشمل التطور والرقي المجال الأكاديمي والصحي, فقد كان السبق لهذه البلاد بتأسيس أول كلية طب الأسنان في منطقة الخليج العربي منذ 1975م.
كلية طب الأسنان بجامعة الملك سعود أطلقت أول برنامج للدراسات العليا في تخصصات طب الأسنان سنة 1990م, والذي كان بدايةً يمنح درجة الماجستير والتدريب السريري في مسار تخصصي واحد وهو الاستعاضة الصناعية, وتم تخريج أول دفعة منه بعدد 4 متخصصين ومتخصصات بتاريخ 1993م، ومنذ ذلك الوقت توسعت الكلية في استحداث مسارات تخصصية حتى وصلت الى أكثر من 9 مسارات تخصصية.
لم يقتصر دور الكلية على إنشاء وتوسيع برامجها الأكاديمية, بل كان لها دور الريادة والواجب الوطني في المساهمة بإنشاء أول زمالة لطب الأسنان عن طريق الهيئة السعودية للتخصصات الصحية عام 2000م، وساهمت مخرجات هذه البرامج بتزويد المدن الطبية بأطباء استشاريين يخدمون وطنهم.
كما استشعرت الكلية بإدارتها وكوادرها الأكاديمية والطبية حاجة البلاد مبكراً لإنشاء برامج أكاديمية مهنية متقدمة تواكب النهضة التعليمية والصحية في الفترة القريبة الماضية والتي شملت تأسيس العديد من كليات طب الأسنان والمدن الطبية في كل أنحاء المملكة.
تكللت تلك الجهود من قبل الكلية ومجلس جامعة الملك سعود بالموافقة على إنشاء أول برنامج دكتوراه العلوم في طب الأسنان يخدم مبدئياً 7 مسارات تخصصية في طب الأسنان، والبرنامج الذي بدأ بتاريخ 2015م عبارة عن دكتوراه مهنية يمنح الخريج الإمكانية في العمل الأكاديمي أو السريري حسب الحاجة, مما يساعد على ملء النقص الحاصل للكوادر الأكاديمية الوطنية والمهنية.
وبعد 28 عاماً من بداية برامج الدراسات العليا بالكلية, نجد أن عدد منسوبيها ارتفع من 4 طلبة الى أكثر من 113 متدرباً ومتدربة حاليًا في برامج مختلفة للدراسات العليا «درجتي الماجستير والدكتوراه والزمالة السعودية»، إضافة إلى إجازة أكثر من 238 رسالة ماجستير وتخريج العديد من متدربي الزمالات السعودية، وكان لهذا البرنامج الفخر بتخريج العديد من القيادات الصحية والأكاديمية في بلادنا, وبإذن الله وتوفيقه أولاً ثم بجهود كوادره الأكاديمية والطبية فسوف يستمر التوسع في قبول طلبة برامج الدراسات العليا في مختلف مسمياتها وتخصصاتها السريرية.
وإن كلية طب الأسنان بجامعة الملك سعود إذ تشارك الوطن احتفاله باليوم الوطني الثامن والثمانين ونحن في أمن وأمان ورغد من العيش، فإنها تستذكر المنجزات التي قامت وتقوم بها الكلية في مجال طب الأسنان، فهذه الكلية التي كان لها السبق في التأسيس في المنطقة وزفت لسوق العمل الآف أطباء الأسنان المؤهلين تأهيلاً عالياً.
وتوفر الكلية الخدمة العلاجية المتخصصة المتميزة لعشرات الآلاف من المراجعين، كما إن عطاء هذه الكلية لهذا الوطن وأبنائه لا ينحصر داخل أسوار الجامعة بل يتعداها من خلال البرامج المجتمعية التي ينفذها أعضاء هيئة التدريس بالكلية وكذلك طلاب وطالبات الكلية، هذه البرامج تعنى بنشر الوعي عن صحة الفم والأسنان بين فئات المجتمع لتقليل نسب أمراض الفم والأسنان بين أبناء المواطنين والمقيمين على ثرى هذا الوطن الغالي.
وفي الختام نستشعر ما نحن بحاجة إليه في هذه الذكرى الثامنة والثمانين وهو أن نحمد الله على ما نحن عليه من نعم وافرة, وأن نجعل من هذا الشعور دافعاً ومحركاً لتعزيز ولائنا لقيادتنا لحماية هذا الوطن العظيم وأن نبذل من أجله وفي سبيل استقراره والمحافظة على أمنه وعزه الغالي والنفيس ونحقق ما نطمح إليه، كما نسأل الله العلي العظيم أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان وأن ينصر أبطالنا حماة حدود بلادنا, وأن يحفظ قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان وأن يؤيدهم بتوفيقه.
د. ناصر القحطاني
وكيل كلية طب الأسنان للتطوير والجودة