ميز الله الإنسان بالعقل عن باقي المخلوقات، والعقل آلة استقبال وتفكير وتحليل واستنتاج بالمنطق وتأصيل، فإذا تخلل تلك العمليات عامل خارجي خطير، تأثرت المخرجات وتشوشت الأفكار وانسلبت الإرادة وهو ما يعرف بالمخدر.
لست أعني بالمخدر المادة الكيميائية وحسب، ولكن أيضًا الإشاعة المغرضة، والفكرة الضالة، والكلمة الكاذبة، والقصة المُزَيَّفَة، والدراما الفاسدة، والفن الرخيص.
مصادر هذا النوع من المخدرات المعنوية كثيرة ومتخلخلة منها المنابر الإعلامية، واللقاءات التليفزيونية، والاجتماعات السرية، والقاعات التدريسية، والمؤتمرات الجماهيرية، ووسائل التواصل الاجتماعي.
هذه المصادر أصبحت تدمر المجتمع في طريقة تفكيره التي باتت معوجة وبعيدة كل البعد عن المبادئ والتقاليد السامية وشرائع الدين الحنيف، التي تحث على حفظ النفس والمجتمع من الضياع وتغذية العقل بالمدخلات السليمة لبناء المجتمع لإعمار الأرض في الخير والحب والتقويم للوصول إلى جنة عرضها السموات والأرض.
نجد على سبيل المثال، جروبات أو صفحات في وسائل التواصل الاجتماعي أو برامج تلفزيونية تطلق على نفسها «يوميات زوجة مفروسة» أو «مشاكل اجتماعية» أو «اعترافات» وغيرها كثير، تبث أفكاراً مسمومة تعد مثل «المخدرات» التي تؤثر على التفكير وتضر بالأسرة وقد تؤدي إلى تأجيج الخلافات وزيادة نسب الطلاق.
هذه «المخدرات المعنوية» قد يكون بائعها أو «مروجها» كبيرًا أو صغيرًا، جماعة أو فرداً، محليًا أو دولياً، مسؤولاً أو مرؤوسًا، ولا يقل ضرر مثل هذه المخدرات عن ضرر المخدرات الحقيقية، فاحذروا كل الحذر من تلك المخدرات بأنواعها التي أمرضت المجتمع بكل طوائفه.
د. عصام ناجح شلقامي
قسم النبات والأحياء الدقيقة – كلية العلوم
Add new comment