عرَّف التابعي الجليل الحسن البصري، الإنسان بأنه «بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى منه بُضع»، لذا على الانسان أن يدرك أهمية الوقت فهو البُعد الرابع للأشياء، وقد اهتم الإسلام به وأقسم الله به، فقال تعالى }والعصر إن الإنسان لفي خسر{. وقال }والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى{. كما قال تعالى }والفجر وليال عشر{. والآيات كثيرة في هذا الشأن.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به». وقال «ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة».
لذلك كله على الإنسان المبادرة بأداء واجباته والاستفادة من الوقت والإدارة الجيدة له، وهذا الذى يحدث الفارق بين الناجحين وغير الناجحين، فالسمة المشتركة لكل الناجحين هي القدرة على الموازنة بين الأهداف المراد تحقيقها والواجبات اللازمة عليهم من خلال إدارتهم الجيدة لأوقاتهم.
قال بعض الحكماء: «من أمضى يوما من عمره في غير حق قضاه, أو فرض أداه، أو مجد أثله، أو حمد حصله، أو خير أسسه، أو علم اقتبسه، فقد عق يومه».
وقد ابتكر «سامويل اسمايلز» قانون الـ 15 دقيقة الذى يعتمد على أن تغتنم ١٥ دقيقة يومياً في أمور مفيدة وسوف تحقق نجاحات كثيرة مع مرور السنوات.
هذا القانون يدفعنا لأن نمنح 15 دقيقة كل يوم للهدف الذي نسعى إليه وهى مدة تمثل تقريبًا 1% من إجمالي دقائق اليوم 1440 دقيقة، وقد تمضي بسرعة أمام مضيعات الوقت مثل مواقع التواصل والمسلسلات والمباريات أو الحديث مع الأصدقاء.
فإذا اجتهدت يومياً ١٥ دقيقة في تحسين ذاتك وتطويرها فإنك في نهاية العام سوف تحدث تغييرا ملحوظا في ذاتك, وإذا خصصت يومياً ١٥ دقيقة لتعلم لغة جديدة فهو أفضل من الذهاب إلى دورات اللغة مرة أسبوعيا، وإذا حافظت يومياً على ١٥ دقيقة للمشي السريع سوف تجد نتيجة أفضل من ذهابك إلى النادي يومين أسبوعيًا، وإذا خصصت يومياً ١٥ دقيقة للقراءة سوف تتحفز القشرة الرمادية للمخ وسوف تحصل على تطورات كبيرة في القدرة على الفهم, وإذا خصصت يومياً 15 دقيقة للكتابة، فإنه سيكون باستطاعتك أن تكتب مقالاً كل يومين، وستحصل في نهاية العام على كتاب من تأليفك.
وإذا أعطيت جسمك 15 دقيقة للقيلولة، فستساعده على إعادة ضبط الساعة البيولوجية وتجديد النشاط الدماغي وتزداد قدرتك على العمل والإبداع، وإذا خصصت 15 دقيقة لقراءة جزء من القرآن الكريم والجزء بـ 100 ألف حسنة، وعلى مدار الشهر ستختم القرآن وتكسب 3 ملايين حسنة، وعلى مدار السنة ستختم 12 ختمة بـ 36 مليون حسنة، وهكذا على مدار العمر والله يضاعف لمن يشاء، وهذه دعوة لبدء التجربة والله الموفق.
أ. د. جمال الدين إبراهيم هريسة
كلية الصيدلة
Add new comment