إعلامنا.. إلى أين؟

 

 

بدايةً، لن أتحدث بصفتي منتسبة لقسم الإعلام، أو ناشطة أو حتى كاتبة رأي، سأتحدث لأن صمتي لن يساهم بنهضة وطني ورفعته، فالوطن الذي ننشده لن يكتمل إلا بتكامل أدوارنا، فلدينا جميعاً أدوار نؤديها سواء كنا طلاباً أو عاملين في القطاع الحكومي أو الخاص أو غير الربحي، كما أن هذه الأدوار غير مقتصرة على الأستاذ، الطبيب، المهندس الى آخره، بل أيضاً الإعلامي له دور قوي وفعال، لا أريد المبالغة ولكن مهنة الإعلام توازي مهنة الطب! نعم هي كذلك.

الإعلام من الوسائل المهمة في النهضة، فهو المعبر عن روح الأمة وخصائصها وشكلها من ضعف أو قوة، وتقدم أو تأخر، وأبرز أدوار الإعلام نشر القيم والأخلاقيات والسلوكيات التي تغير أفكار المجتمع وتأخذ بأيديهم إلى الرقي والتقدم، ولكن ما نراه في الواقع اليوم أن الإعلام أصبح سلعة في متناول الجميع، كل من تحدث عبر وسائل الاتصال أصبح إعلامياً، وكل من لديه عدد من المتابعين أصبح إعلامياً، وكل من ينتقد ويصرخ أصبح إعلامياً، وبات إعلامنا يصرخ: أنقذوني! 

إلى متى سنستمر مكتوفي الأيدي ونجعل إعلامنا بلا قيمة! لا بد لنا هنا من الاعتراف أن هنالك ثغرات ومعيقات في واقع إعلامنا السعودي، والمشكلة ليست على المستوى الداخلي وحسب، فهي أكثر وضوحاً على الصعيد الخارجي، لا أريد القول إن إعلامنا ساذج، ولكن يتركز كثير من تعاملنا الإعلامي مع الذات دون رؤية شمولية للأحداث ومتطلبات التفاعل معها.

الإعلام أيها المجتمع العظيم، هو المكوّن الأساسي في القوة الناعمة، وإذا أردنا تعزيز تأثيرنا الإيجابي في محيطنا ومواجهة طوفان الأكاذيب والافتراءات والتنافس السلبي الموجّه ضدنا، وإذا أردنا إعلاماً يواكب طموحاتنا السامقة إلى العُلا، فلا بد لنا من إعادة النظر في رؤيتنا الإعلامية، ولا بد من العمل وفق استراتيجية إعلامية متكاملة ضمن منظور وطني شامل، ولعل أول متطلبات ذلك إدخال مفاهيم التخطيط الاستراتيجي إلى مؤسساتنا الإعلامية وعملنا الإعلامي.

هذه رسالتي الى وزارة الإعلام، لا نريد حديثاً بلا فعل، ولا نريد قوانين بلا تطبيق، نريد إعلاماً نوعياً، وطنياً، وإيجابياً.

 

ليان أحمد الغامدي

كلية الآداب - قسم الإعلام

0
No votes yet

Add new comment

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA