هناك مصطلحات محددة تطلق على أنواع معينة من المياه، أشير هنا إلى ثلاثة مصطلحات شهيرة منها، الأول هي «المياه الرمادية»، وقد استمدت هذا الاسم من كونها متوسطة بين المياه النقية الصافية والتي يطلق عليها اصطلاحًا بـ«المياه البيضاء»، وبين مياه الصرف الصحي الملوثة والتي يطلق عليها أيضا اصطلاحًا بـ«المياه السوداء».
تمتاز المياه الرمادية بسهولة تكريرها وتنظيفها وإعادة استخدامها مقارنة بالمياه السوداء، حيث بالإمكان حاليًا تركيب أجهزة تنقية وتدوير في المنزل لهذا الغرض، بعكس المياه السوداء التي تتطلب محطات معالجة كبيرة ومعقدة.
تحتوي المياه الرمادية بشكل عام على بقايا مواد التنظيف والأوساخ التي يتم إزالتها عن الملابس واليدين والجسم, وبينما يعتبر بعض هذه المواد مفيداً أو غير ضار للنبات فإن بعضها شديد الخطورة.
وأكثر المواد خطورة في المياه الرمادية عنصر البورون الذي يستعمل عادة في مساحيق الغسيل أو في ملينات الملابس, فيما تؤثر بعضها على بنية التربة وقدرتها على التصريف مثل الصوديوم, وهذا يؤكد أن هناك ضرراً يقع على مزروعات الحديقة المنزلية في حال عدم استعمال وسائل التنقية المناسبة.
وهناك الكثير من التقنيات والابتكارات الحديثة التي سجلت في العالم والتي تمكن من تنقية المياه الرمادية وإعادة استخدامها في عدة مجالات، لعل أبرزها هو استخدامها في ري الحدائق والمزروعات، وإعادتها مجددًا للاستخدام في صناديق الطرد، بل إن هناك تقنيات حديثة تمكن من إعادة المياه الرمادية كسابق عهدها، مياها نقية وقابلة للشرب أيضًا!.
عبدالرحمن الشمري
قسم الجيولوجيا
Add new comment