لا يختلف اثنان على أن مكتبة الملك سلمان المركزية قبلة لطلاب العلم والباحثين والقراء والمثقفين، على اختلاف مشاربهم وتباين طبقاتهم وتدرج مستوياتهم، وما ذاك إلا لاحتوائها كماً هائلاً من أوعية المعلومات المختلفة في شتى المعارف والفنون، ما بوأها هذه المكانة العلية والمنزلة السنية فكانت قبلة للباحثين وروضة للطالبين.
وقد ذللت الصعاب ودكت العقاب أمام الباحث عن المعلومة بفضل نظام تقني معلوماتي متمثل في فهارس المكتية الآلية بأشكاله المتعددة ومداخله المتقنة، وكذلك قواعد المعلومات العالمية التي تشترك فيها المكتبة وتتيحها على موقها الرسمي، ونظام الإعارة الذاتية والتقليدية التي تسهل على رواد المكتبة استعارة الكتب وإرجاعها بكل يسر وسهولة.
ومما جعل هذا الصرح العلمي الشامخ في تقدم وازدهار تعاقب الخبرات الإدارية والفنية المتخصصة طوال السنوات الماضية حتى وقتنا هذا، فمن المبشر بالخير إسناد الإشراف العام للعمادة لأحد الكفاءات المتخصصة في علم المكتبات والمعلومات ممن لهم الخبرة الطويلة في إدارة المكتبات والتعليم الأكاديمي لعلم المكتبات والمعلومات.
لذا، فالمسؤولية عليه عظيمة والآمال المعلقة به جسيمة، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، فمن المناسب أن اضع في هذا المقال بعض الومضات التي أرجو أن تسهم في خدمة أهم عنصر في العملية التعليمية وهم الباحثين من طلاب وزائرين.
إن المكتبة كما ذكرت آنفا قبلة للباحثين وأهل العلم بكافة مستوياتهم، فمن الضروري حماية أفكارهم وعقائدهم وسلوكياتهم من المعلومات الضارة بهم بحيث توضع الكثب والمقالات التي تحتوي أفكارًا وآراءً ضارة في قاعة المجموعات محدودة الاطلاع حتى لا تتاح إلا للمتخصصين المضطلعين بالعلم والبصيرة.
إن المكتبة من حق الجميع الاستفادة منها وكثير من أفراد هذا الوطن بحاجة ماسة بأن يعرف طريقه أليها ولا أبلغَ من الإعلام الرسمي والسوشل ميديا في إيصال الإعلان التثقيفي لهم بحيث يعرف النشء بأهمية المكتبة والارتباط بها لتصحيح أفكارهم وتوثيق معلوماتهم وزيادة ثقافتهم وتوسع مداركهم.
من الملاحظ وجود لوحات إرشادية لكثير من مرافق الجامعة ولا يوجد لوحات ترشد إلى موقع المكتبة بحيث يصل إليها الباحث بكل يسر وسهولة من جميع مداخل الجامعة.
إن مما يعين الباحثين ورواد المكتبة عمومًا على الارتباط بها والمداومة على ذلك فتح جميع بوابات المداخل الموصلة إليها من جميع الاتجاهات من غير قيود حتى يتسنى لهم الوقوف في أقرب نقطة إلى بوابات المكتبة وخاصة بعد نهاية فترة الدوام الرسمي في الفترة المسائية.
لقد دفعني لكتابة هذه النقاط ما أرى من حرص المشرف العام على عمادة المكتبات ومن معه من فريق عمل متميز لسماع الاقتراحات المشتملة على حلول ناجعة وتقبل النقد البناء وفتح قلوبهم لذلك، ونحن متفائلون ومغتبطون كذلك بما نشاهده من السير الحثيث في طريق التطور والنهوض بمكتبنا العريقة.
حسن بن بداح
عمادة شؤون المكتبات
Add new comment