اللغة العربية ذات أهمية قصوى، فهي لغة الدين والحضارة الإسلامية؛ وهي اللغة الرسمية لجميع البلدان العربية في آسيا وإفريقيا، ويتحدثها الناس كلغة ثانية في بعض البلدان.
يبلغ عدد متحدثي اللغة العربية قرابة 467 مليون نسمة في العالم، وإتقانها من أهم الأمور التي يحتاجها أبناء هذه اللغة ومتعلموها كلغة ثانية؛ لأن تعلم اللغة وإتقانها يساعد في فهم المطلوب وإيصاله إلى الآخرين، بطريقة صحيحة وسليمة دون الوقوع في الخطأ أو اللبس.
من الأسباب التي تزيد أهمية إتقان اللغة العربية كونها لغة القرآن والحديث والعلوم الإسلامية، وتتطلب هذه المميزة من الناس عامة وحامليها خاصة أن يتقنوها تمام الإتقان لأنهم لا يستطيعون فهم القرآن والسنة دون إتقانها وإجادتها من كل النواحي.
واللغة العربية من اللغات الحية التي يتعلمها الناس على مستوى العالم لأغراض تجارية وسياحية، وإذا لم نتقن هذه اللغة لا نستطيع أن نتواصل معهم، ولا نستطيع أن نعبر عن آرائنا ونأخذ آراءهم، ونفشل في نشر الثقافة العربية وإرساء الثقافة الإسلامية في أنحاء العالم، لذلك يجب علينا تعلمها وإتقانها لننجح في هذا الجانب.
ولا يخفى على أحد منا أن اللغة العربية من إحدى اللغات الستة في الأمم المتحدة التي جلبت أنظار العالم من جانب، وكذلك نعرف حاليًا أن السعودية فازت بمقعد في المجلس التنفيذي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، وكذلك البلدان العربية الأخرى أيضا تمثل اللغة العربية وثقافتها في الأمم المتحدة وفي العالم كله، ولذا نحاول أن نكون دائمًا في القمة، وهذا يتطلب منا الجهود والاستمرارية في تحسين اللغة وإجادتها مع بذل الجهود في الجهات الأخرى.
حظيت اللغة العربية باهتمام الشركات والقطاعات الحكومية والخاصة؛ فهم يبحثون عن المتخرجين في الجامعات الذين يجيدون اللغة العربية ويعملون في وظائف السكرتارية والصياغة والتدقيق اللغوي وغيرها لأن اللغة العربية ضعفت لدى الناس حتى الموظفين والعلماء وهم يخطئون كثيرا في الرسائل والخطابات.
وقد شاركت في دورة بعنوان «الأخطاء الشائعة» والذي يهمني ذكره أنني أعرف كمتعلم اللغة العربية كلغة ثانية أن هناك فرصاً وظائفية في الشركات السياحية والعلاجية للذين يتقنون هذه اللغة، ويعرف كل واحد منا أن الطالب يقدم أولاً إلى الشركات سيرته الذاتية للحصول على الوظائف وإذا لم يتقن كتابتها؛ فيؤثر سلبيًا في هذا الجانب، ولذا يجب علينا أن نهتم في تحسينها.
وإتقان اللغة العربية ضروري جدًا، خصوصًا للطلاب الذين يدرسون في أقسام اللغة العربية عليهم أن يجيدوا لغتهم كتابة وتحدثًا، لأنها تساعد في مسيرتهم العلمية، فهم يحتاجونها في المستقبل في الرسائل الجامعية، وعدم إتقان اللغة العربية وعدم اهتمام الطلاب بها يجعلهم عرضة للانتقادات اللاذعة، والأسئلة من المناقشين والأساتذة، والفشل في المجالات العلمية المختلفة، ومساهمتهم في خدمة اللغة والأدب تكون بمثابة الصفر.
في الختام، اللغة العربية وإتقانها مهم جدًا وخاصة للطلاب الناشئين في كنفها نظرًا لأهميتها وأسبابها التي سبقت ذكرها، وذلك لأنها لغة الإسلام ويساعدنا في طريقنا لحصول العلم والوظائف؛ لذا أنصح جميع الطلاب بتعلم اللغة العربية وإتقانها وإجادتها كما هو مطلوب، لننجح في حياتنا ونساهم في إثراء اللغة العربية وانتشارها في العالم كله، ونترك أثرًا بالغًا على الناس بفضل هذه اللغة وآدابها.
جنيد يوسف عبدالرقيب
قسم اللغة العربية - كلية الآداب - الهند
Add new comment