تمتاز محافظات منطقة الرياض بإرث حضاري متنوع، تَشكَّل مما عايشته هذه المنطقة من حضارات متعاقبة تركت خلفها معالم أثرية مختلفة، وتمثل الرسوم والكتابات والنقوش الصخرية إحدى أبرز المعالم الأثرية في منطقة الرياض التي تحتل موقعاً استراتيجياً في قلب الجزيرة العربية.
وقد كشفت دراسات مسحية قامت بها هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة، عن وجود أكثر من 35 موقعاً أثرياً مهماً في محافظة الدوادمي تحتوي بعض أجزائها على نقوش حيوانية ورسوم وكتابات تاريخية ترجع إلى كل من العصر الحجري القديم والأوسط والحديث، من أهمها نقشان تاريخيان كُتبا بالخط السبئي في «جبال مأسل الجمح»، يعود النقش الأول للملك «أب كرب أسعد»، أحد أشهر ملوك حمير التبابعة، في الثلث الأول من القرن الخامس ميلادي، ويعود النقش الثاني لعام 516 ميلادي للملك معد يكرب الحميري، وكلا النقشان يشيران إلى وجود حملات عسكرية شُنت على بعض قبائل وسط الجزيرة العربية.
وبعيداً عن هذين النقشين توجد على واجهات الجبال في الدوادمي نقوش ورسوم على صخور كبيرة لحيوانات الوعول والنعام، إضافة إلى نقوش ورسومات صخرية وكتابات إسلامية في موقعي «قبيعة» و«صفاقة»، ورسومات صخرية لأشكال آدمية وحيوانية على سلسلة «جبال ثهلان»، أبرزها موقع «مطيوي دلعة» في الجهة الجنوبية الغربية.
وفي موقع «حليت» تم توثيق مجموعة من النقوش والكتابات الإسلامية التي تعطي بعداً جديداً لتاريخ المنطقة وحضارتها خلال الفترة الإسلامية المبكرة، وفي موقع «ضليعات بن ناصر» تم الكشف عن رسوم صخرية ونقوش إسلامية ترجع إلى العصر الإسلامي المبكر.
ومن مواقع النقوش الصخرية القديمة في محافظة الدوادمي موقع «غريب» الذي عثر فيه على نقوش ورسوم آدمية تعود إلى ما قبل الميلاد إضافة إلى نقوش من العصور الإسلامية المختلفة، إلى جانب موقع «الضعينة» الذي تظهر فيه نقوش ثمودية على جبل رملي ورسوم صخرية، ومناطق «الناصفة» و«حصاة فغران»، وفي «هضبة منية» في الشمال الغربي من المحافظة توجد آثار «مِنْية» التي ذكرها الشاعر الجاهلي لبيد بن ربيعة العامري في معلقته، وتتمثل آثارها في واجهات صخرية عليها مجموعة من الرسوم الباهتة لحيوانات أهمها الأسود.
وتعد الدوادمي من الناحية الأثرية من أهم المواقع التي لفتت نظر الباحثين والمهتمين، حيث بدأت عمليات المسح فيها منذ عام 1979م، والتي أسهمت في اكتشاف العديد من المواقع الأثرية والعثور على قطع أثرية نادرة.
Add new comment